ألاعلام المجرم هو من أسباب انهيار الوطن د. ليون سيوفي
ألاعلام المجرم هو من أسباب انهيار الوطن
د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
ليس قليلاً أن أقول عنه مجرماً بعدما كان رسالة،
كثيراً ما أصف الإعلام بأنه ”إعلام فاجر” تحت إمرة نظام مجرم أوصل الشعب للنوم جائعاً وعلى العتمة مقهوراً يحيط به الذل..
لا اكتشف البارود عندما أتكلم عن حقيقة الاعلام كون الجميع على علمٍ بما أقول، فمن يثق بالاعلام أعتبره إنساناً بسيطاً وساذجاً أو بالأحرى شخصاً معتوهاً..
ألقليل والقليل منهم ولا يتجاوز عددهم أصابع اليد أُصنّفهم بإعلاميين شرفاء يمارسون مهنتهم بشرف، أما الباقون فيركضون خلف مصالحهم والسيد دولار، أغلبهم من تجار المرئي والمسموع..
إنّ من أعظم الأسلحة المؤثرة في المجتمع والتي تسهم في صياغة العقول وتشكيل الأفكار وزرع القيم وإيجاد الرؤى والتصورات، سلاح الإعلام، لاسيما في هذا الزمن الذي تعددت فيه وسائل الإعلام، وتفنّنت في عرض بضاعتها على المشاهدين، من خلال حوارات ونقل أخبار كما تناسب الاحزاب والزعماء وحتى من خلال وسائل الإعلام المقروءة من جرائد ومجلات عادية أو إلكترونية وغيرها من وسائل التواصل الحديثة، فأصبح الإعلام في هذا الزمن من أقوى الأسلحة وأفتكها في نشر المبادئ والأفكار والترويج للقيم والعادات والأخلاق وزعزعة الثبات المستقر وتحريك الجامد والراقد والتشهير والبرامج السخيفة ” التوك شوو”دون جدوى، ألمهم من سيدفع ..
وكم من إعلاميٍّ الرشوة تغريه ويستغل صفته كإعلامي للحصول على أموال مشبوهة..
ألاعلام مملوك من الاحزاب السياسية وملياردرية البلد يُدار حسب المصالح وتغطية المصاريف ..
من منا لا يتذكر عندما جندت الوسائل الإعلامية وروجت للنظام الفاشل في الانتخابات النيابية وفساد نوابه وكيف قبضت الملايين من الدولارات “الفريش” لتبييض صفحة هذا أو ذاك وحتى من أطلقوا على أنفسهم لقب التغييريين..
تفوق اعلامنا بالكذب ، وتفوقوا على جوزف غوبلز وزير الاعلام الالماني في عهد هتلر بقوله اُكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس!!شعار رفعه إبان الحرب العالمية الثانية، وهو صاحب الكذب الممنهج والمبرمج الذي يعتمد الترويج لمنهج النازية وتطلعاتها، وقد انتهى نهاية مأساوية في نهاية الحرب، حيث انتحر هو وزوجته وأبناؤه الستة..
من منا لم يشاهد وسائل الاعلام المأجور كيف دافعت عن جمعية المصارف وحتى عن مصرف لبنان وما زالت رغم الانهيار المالي الذي تسببوا به وسرقة أموال المودعين وكأن شيئاً لم يكن ويصرون على ترويج الثقة بهم..
ما ينقصنا اليوم هو الإعلام النزيه، إعلام قوة الحق لا حق القوة وهو الوزن الحقيقي الذي يثبت للتاريخ..
نحن بحاجة إلى إعلام نزيه يسعى إلى تقديم الحقيقة للجمهور بشفافية ودون انحياز.
هل سيأتي اليوم ونرى الاعلام يدافع عن الشعب وينصر المظلومين ؟