ماذا لو جاء السيد المسيح إلى لبنان في نهاية رأس السنة ؟ د. ليون سيوفي باحث وكاتب سياسي
كيف سيكون الاستقبال له هل بزفة وقرع الاجراس مع إطلاق راجمات الصواريخ كالّتي قتلوا بها بعضهم بعضاً أم بصمتٍ وخشوعٍ وخوف؟
من سيكون أول المرحّبين به وفي الصفوف الأمامية من سياسيين ورجال دين؟
وهل سيسمح لأبناء الوطن برؤيته ولمس ثوبه أم سيكون هذا من حق المجرمين الذين سيطروا على كل شيء تحت غطاء الطائفة المسيحية ؟
هل سيمتطي حماراً لدخول الأراضي اللبنانية كما فعل في أورشليم ويهتفون له مبارك الآتي باسم الرب ؟
ام ستفرش السجادة الحمراء لأخذ الصور مع يسوع المسيح مخلص العالم ليهبوا منه نعمة الخلاص المجانية….؟
أين سيقيم ؟
هل في البطريركية أم ستُجهّز له غرفة في إحدى الأديرة ذات إطلالات خلابة أم في بيت زعيم رشّح نفسه لرئاسة الجمهورية ؟
هل سيستعين بالبطاركة والمطارنة والرهبان ليحاكم السياسيين الذين اتخذوا من اسمه مراكزهم ليحكموا بالباطل؟
هل سيتفاخرون بمارونيتهم أم بأرثوذكسيتهم أم بكاثوليكيتهم ؟
ماذا سيقول سياسيو الوطن له؟ لقد كنزنا الأموال من أجل أن نتنعم بها تحت غطاء اسمك ليعيش أولادنا بنعيمٍ “وطز ” بباقي البشر ؟
هل سيقول له أصحاب المصارف نُفذت تعليماتنا ونهبنا أموال الشعب والوطن؟
هل سيعترفون له كيف اعتكف محامونا ما يقارب السنة وقضاتنا معتكفين أيضاً بناءً لأوامرنا فنحن أسياد الوطن وعطّلنا المحاكم وطيّرنا التحقيق بجريمة المرفأ وكل هذا من أجلك؟ .
هل سيعترفون له أنّ أموالهم لم تأتِ إلا عن طريق السرقة والنهب وصفقاتهم على حساب الشعب وليست من عرق جبينهم؟
حتى القيمين على كنيسته ماذا سيقولون له؟ أملاكنا وثرواتنا نضعها تحت أقدامك ونقدمها لك بسخاء فهذه ملكك حتى أننا حرمنا المحتاجين والفقراء من نعيمها وكل ذلك لأجلك ولأجل هذه اللحظة التي لطالما انتظرناها بشوق؟
هل سيقولون له، أملاك الوقف تضاعفت وثرواتنا لا تحصى ولا تعد وحرمنا أبناء رعايانا من الطبابة والاستشفاء ومن الدواء ومن التعليم وحتى من الكساء وكل هذا لأجل اسمك العلي العظيم ؟
كيف سيواجهون الخالق ؟
هل بكلمة نحن الأساقفة، بصفتنا خلفاء الرسل أتممنا رسالتك وتاجرنا بالشعب واتخذنا طاعة الله تجارة و انتجنا الأرباح بلا بضاعة؟
هل سترتفع ثمن العقارات المكدسة لديهم بقدومه أم ستهبط البورصة العقارية ونشاهد إفلاسات غير مسبوقة ؟
بأي عين سيواجه السياسيون وتجار الهيكل سيد العالم ؟
ماذا لو كان برفقة السيد المسيح المولود في بيت لحم, نبي الاسلام محمد عليه الصلاة والسلام أو المهدي المنتظر هل ستفتح لهما أبواب دار الفتوى أم أبواب المجلس الاسلامي الشيعي؟
أين سيقيمون نبي الاسلام عليه الصلاة والسلام أيضاً والمهدي هل في بيت زعيم من زعماء أهل السنة أم في بيت شيعة أهل البيت لمن ستكون الافضلية؟
ألاسئلة التي طرحتها بقدوم السيد المسيح أطرحها عليهم دون زيادة ولا نقصان.
بأي عين سيواجهون من يحلموا بلقائه وحاربوا وقتلوا من أجل اسمه تحت شعار الله واكبر ، او تكبير، ويدّعون محبته ماذا سيخبرونه؟
في مثل هذا اليوم صدقوني ستفتح أبواب جهنم ولن يبقى واحد منهم إلا وستكون نهايته فيها، بعد ان قدموا شعباً بكامله ضحية بشرية من اجل سلطتهم وكراسيهم..
صدق الذي قال يوماً” ان الله يمهل ولا يهمل فعقوبة الظالم في الدنيا “