الوطن للأغنياء.. والوطنية للفقراء؟ بقلم الفقير .نادى عاطف
كم من فقير بسط كفيه للسماء يدعو لوطنه، وكم من محتاج رأى في أرضه الحبيبة وطنًا يستحق التضحية، رغم قسوة الحياة؟! وكم من أمٍّ فقيرة أرسلت ابنها للدفاع عن تراب هذا الوطن، في الوقت الذي ينعم فيه أبناء الأغنياء برفاهية الحياة بعيدًا عن ساحات العطاء الحقيقي؟
الوطن ليس مجرد بقعة جغرافية، بل هو الشعور بالأمان، هو البيت الذي يحتوينا جميعًا بعدلٍ ورحمة. ومع ذلك، كم تبدو هذه الفكرة بعيدة أحيانًا حين يصبح الوطن للبعض مصدر امتيازات، بينما يتحول لآخرين إلى عبء من التضحيات دون مقابل.
حين يصبح الانتماء تضحية بلا مقابل
ليس عيبًا أن يُحب الفقير وطنه حتى وإن تجاهله الوطن. لكن الألم الحقيقي يتولد عندما يُترك الفقراء ليكونوا وقودًا للمعارك، وهم أول من يُدفعون للصفوف الأمامية، ليس فقط في ميادين الحروب، بل في مواجهة الفقر والمرض والجهل.
كم من شابٍ يسير في شوارع مصر، يرفع علم بلاده بفخر، رغم أن كل ما يملكه هو الحلم؟ وكم من عاملٍ يُنهي يومه مرهقًا، يردد نشيد الوطن وهو لا يجد قوت يومه؟ هذه ليست مشاعر زائفة، بل هي أسمى معاني الانتماء، لكنها تحتاج لمن يرد الجميل لهؤلاء الذين حملوا الوطن في قلوبهم بصدق.
العدالة تصنع الولاء
الوطن الحقيقي هو الذي لا يفرّق بين غني وفقير، بل يحتضن أبناءه جميعًا بعدلٍ وإنصاف. حين تكون المدارس متاحة للجميع، حين يصبح العلاج حقًا لا امتيازًا، حين لا يحتاج الفقير للواسطة ليحصل على وظيفة كريمة، هنا فقط يصبح الانتماء للوطن شعورًا حقيقيًا مشتركًا، لا يثقل كاهل الفقراء وحدهم.
الحنين إلى وطن أكثر عدلاً
الكاتب حين قال “أشتاق إليك يا وطني الحبيب” لم يكن يشكو فقط من فقر مادي، بل من فقر العدالة والمساواة. الحنين للوطن ليس فقط للطرقات والشوارع، بل لوطن يحتضن الجميع دون تفرقة، لوطن لا يباع فيه الولاء، ولا يقاس فيه حب الوطن بحجم الثروة.
رسالة من قلب فقير.. إلى قلب الوطن
أيها الوطن، لسنا بحاجة لقصور فارهة أو رفاهية زائفة، نحن بحاجة فقط إلى كرامة. نحن بحاجة إلى أن يشعر كل مواطن، مهما كان حاله، أنه جزء من هذا التراب، أن صوته مسموع، أن تعبه مقدّر، أن دموعه لا تذهب سدى.
يا وطني الحبيب، نحن فخورون بك، ولكن كن فخورًا بنا أيضًا، فنحن أبناء الأرض، أبناء الشقاء، الذين لم يبيعوا ولاءهم رغم كل ما مررنا به.
فهل نراك يومًا وطنًا للكل، لا للأغنياء فقط؟
نادى عاطف شاكر مصرى صعيدى وطنى حر حتى النخاع.
عاشت مصر حره مستقله وعاشت كل يد تبني حجراً في صرح الوطن.