منوعات

الانتماء والولاء للوطن: قيم تُحفر في القلوب

بقلم . نادى عاطف

الانتماء والولاء للوطن ليسا شعارات تُرفع في المناسبات أو كلمات تُقال في الخطابات، بل هما قيم سامية تُجسدها الأفعال وتُثبتها المواقف. الوطن هو الحضن الدافئ الذي نلجأ إليه، والبيت الذي نحتمي به مهما قست الظروف. حبه ليس اختيارًا، بل واجب يفرضه الانتماء، وولاؤنا له ليس مشروطًا بمصلحة أو مكافأة، بل ينبع من إيمان راسخ بأن الأوطان لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها المخلصين.

الولاء للوطن لا يقتصر على اللحظات الجميلة التي ننعم فيها بالأمن والاستقرار، بل يظهر بوضوح في أوقات الشدة. فهو يُقاس بالقدرة على التضحية، سواء بالنفس أو المال أو الراحة، من أجل الحفاظ على أمنه وكرامته. عندما تواجه الأوطان المخاطر، يكون الانتماء الحقيقي هو الدرع الذي يحميها، والولاء هو السلاح الذي يصد عنها كل معتدٍ.

لا يتأثر الانتماء بمصاعب الحياة أو تقلبات الزمن، لأن الوطن أكبر من ظرف عابر أو أزمة مؤقتة. فكما أن الجذور العميقة تُثبت الشجرة مهما عصفت بها الرياح، فإن الانتماء للوطن يجعلنا نقف بثبات في وجه التحديات.

إن خيانة الوطن ليست مجرد خيانة للمكان، بل هي خيانة لكل القيم التي تربينا عليها، ولتاريخ الأجداد الذين ضحوا بحياتهم ليصنعوا لنا حاضرًا أفضل. لهذا، فإن حب الوطن لا بد أن ينعكس في أفعالنا اليومية، في إخلاصنا في العمل، واحترامنا لقوانينه، وحرصنا على رفع رايته عاليًا بين الأمم.

أحبوا أوطانكم، لأنها تستحق الحب والوفاء. فالأوطان لا تُخان، لأنها بيوت الكرامة التي تأوينا، وذكرياتنا التي لا تفارقنا، ومستقبل أبنائنا الذي نبنيه اليوم بأفعالنا.

نادى عاطف شاكر مصرى صعيدى وطنى حر حتى النخاع.

عاشت مصر وعاشت كل يد تبني حجرا في صرح هذا الوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *