القطان صلاة الغائب ومواقف سياسية
أكد الشيخ الدكتور أحمد القطان رئيس “جمعية قولنا والعمل” خلال خطبة الجمعة من بلدة برالياس البقاعيةعلى وجوب الوقوف إلى جانب أهلنا وإخواننا وتقديم كل الدعم المادي واللوجستي والمعنوي للذين تضرروا من جراء الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا قائلاً: “واجبنا أن نقف الى جانب إخواننا في سوريا وتركيا الذين فقدوا أهلهم وعائلاتهم وفقدوا ما يملكون، واجبناالشرعي أن نقف الى جانبهم، نعم المصيبة في تركيا كانت أخف لأنَّ كثيراً من الدول هبت لمساعدة الأخوة الذين تضرروا في تركيا ولكن المشاهد إن كان في تركيا أو في سوريا تدمي الفؤاد ولكن في سوريا أكثر، لا يكفي هذا البلد ما تعرض له من مؤامرات كونية كبيرة، ولا يكفي هذا البلد ما تعرض له من حروب وقتل وتشريد، إلا أنهم الآن يريدون معاقبة الإنسان في سوريا، يدّعون أنهم مع حقوق الحيوان ويدّعون أنهم مع حقوق الطفل والمرأة والانسان، ولكن السؤال الذي يطرح على أمتي قبل غيرهم أين حقوق الانسان فيما يحصل الآن في سوريا؟ أين هو الانسان في ضمائركم؟ أين الرحمة في ضمائر المسلمين والأحرار في العالم؟، ما نراه اليوم من تقصير كبير جداً اتجاه الإنسانية واتجاه اخواننا في سوريا هذا حرام شرعاً، واجبنا من موقعنا أن نقول كلمة الحق وأن لا نخشى في الله لومة لائم، واجب كل المرجعيات الإسلامية وأخصّ بالذكر المرجعيات الروحية الإسلامية في كل العالم، ودور الفتوى في لبنان ومصر وفي كل دولة عربية وإسلاميةأن يقولوا كلمة الحق ولو كلفهم قول الحق أن تزهق أرواحهم في سبيل الله، ألسنا نعلّم الناس أن أفضل الشهادة هي أن يستشهد الانسان في سبيل الحق، كلمة حق في وجه سلطان جائر فقتله، لذلك واجب كل المرجعيات الإسلامية أن تصرخ في وجه الحكام وأن تقول لهم أسعفوا أهلنا واخواننا في سوريا، مع أن الوقت تأخر كثيراً، كان ينبغي من الساعات الأولى أن يكون هناك جسر جوي وبري وبحري بين كل دول العرب والمسلمين وبين أهلنا في تركيا وفي سوريا، وأؤكد وأشدد على سوريا لأنها تعاقب من قبل الاستكبار العالمي ومن قبل أمريكا”
وشكر الدكتور القطان كل من ساعد سوريا وتركيا قائلاً “نعم، شكراً لكل دولة قامت بواجبها، أحياناً في هذه الظروف يستدعي أن نشكر من يقوم بواجبه، نعم شكراً للبنان الذي قام بواجبه وبأقل الواجب وبعض الدول العربية والإسلاميةالتي قامت بأقل الواجب، ولكن نحن نطالب مَن معهم المليارات من الدولارات ومن عندهم النفط والبترول ومن عندهم الآلات الحديثة التي يستطيعون من خلالها أن يحدثوا خرقاًإيجابياً من خلال ما نرى من هدم وما نرى من الكوارث الموجودة في سوريا”
وأضاف الدكتور القطان “نعم مما يؤلمنا ويجعل القلب يعتصر ألماً أن ترى الناس تأن ولا تجد من يسعفها، تأنّ الناس ولا تجد من يخرجها من تحت الردم، المؤلم والمبكي والذي يدمي الفؤاد أن يموت الانسان تحت الردم ليس من الزلزال ولكن لأن الإنسانية فقدت، ولأنّ أحداً من الناس لم يأتي لكي ينتشله من تحت الردم والهدم، هذا ما يؤلم الانسان أكثر مما يؤلمنا مما حدث من أمر الله”
وفي الختام أدى الشيخ الدكتور القطان والمصلين صلاة الجنازة (الغائب) عن أرواح المؤمنين الذين سقطوا ضحايا جراء الزلزال المدمّر في سوريا وتركيا”