ما تضعينه على بشرتكِ قد يدمّر هرموناتكِ: إيليان فغالي تكشف المستور!
ما تضعينه على بشرتكِ قد يدمّر هرموناتكِ: إيليان فغالي تكشف المستور!
في زمنٍ باتت فيه المواد الكيميائية تحيط بنا في تفاصيل حياتنا اليومية، من مستحضرات التجميل إلى أدوات التنظيف، برزت حاجة ملحّة إلى إعادة النظر في ما نستخدمه على أجسادنا وفي منازلنا.
ومن هذا الوعي، انطلق مشروع استثنائي تقوده الأخصائية في التنمية المستدامة وعالمة السموم إيليان فغالي، التي تجمع بين خلفية علمية رصينة وتجربة شخصية دفعتها إلى الابتكار، فابتكرت خطاً من المنتجات الطبيعية والعضوية، الخالية تمامًا من أي مكونات قد تضرّ بالبشرة أو تلوّث البيئة.
بفضل عملها السابق في نقابة فرنسية تربط بين الدولة وشركات التجميل، اكتسبت ايليان معرفة عميقة بتأثير هذه المستحضرات على الصحة العامة والنظام البيئي. وقد دفعتها معاناتها الشخصية مع بشرتها الحساسة إلى بحثٍ دؤوب وتجارب علمية متواصلة، حتى توصّلت إلى تركيبات فعّالة وآمنة أثبتت نجاحها على أرض الواقع، خصوصًا في السوق الفرنسية، حيث لاقت استحسانًا واسعًا.
مشروعها لا يقتصر على تصنيع منتجات، بل يحمل في جوهره رسالة واضحة: التوعية، التغيير، وتحقيق مسؤولية جماعية تجاه أجسادنا وكوكبنا.
إليكم هذه المقابلة مع إيليان فغالي، المرجع العلمي والتجربة الرائدة في الدفاع عن صحة الإنسان وحماية البيئة:
ما الذي دفعكِ إلى اتخاذ قرار جريء بصناعة منتجات خالية تمامًا من المواد الكيميائية؟
هذا القرار جاء نتيجة ثلاثية مترابطة: وعي علمي، تجربة شخصية، وحرص بيئي. كعالمة في مجال البيئة والسموم، لا يمكنني تجاهل التأثيرات الخفية للمواد الكيميائية على الجسم، وخصوصًا على المدى الطويل. وتجربتي الشخصية مع بشرة شديدة الحساسية جعلتني أبحث عن بديل آمن وفعّال. ومن موقعي كناشطة بيئية، أشعر بمسؤولية تجاه الأجيال القادمة في تقديم حلول تحترم الإنسان والكوكب.
ما أبرز التحديات التي واجهتِها خلال تطوير تركيبات خالية تمامًا من المواد الكيميائية؟
أصعب التحديات لم تكن فقط في تحقيق التوازن بين الأمان والفعالية، بل في إيجاد المكونات الطبيعية التي تجمع بين الفعالية القصوى، التحمل الجلدي العالي، والامتثال للمعايير مثل COSMOS. حتى التغليف شكّل تحديًا، لأننا نرفض استخدام البلاستيك والمكونات التي تحتوي على ميكروبلاستيك، ما دفعنا للبحث طويلًا عن عبوات تحترم البيئة وتحافظ على جودة المنتج في الوقت نفسه
كيف ساهمت خبرتُكِ العلمية في ضمان سلامة وفعالية منتجاتك؟
بفضل خلفيتي الأكاديمية في علوم البيئة والسموم، إلى جانب عملي كمسؤولة عن التنمية المستدامة في اتحاد صناعة مستحضرات التجميل في فرنسا (FEBEA)، أقيّم كل مكوّن بعين علمية دقيقة. أعتمد في LaTerraTales على لوائح الاتحاد الأوروبي REACH، لأضمن أن كل تركيبة آمنة، فعّالة، وخالية من أي مكون مشكوك في تأثيره الهرموني أو الصحي.
ما الخطوات التي تعتمدينها للتأكّد من أنّ التغليف لا يضرّ بالبيئة ولا يلوّث المنتجات؟
أختار تغليفًا قابلًا لإعادة التدوير أو التحلل، وأتجنّب البلاستيك والمواد التي قد تتسرّب إلى المنتج. أفضّل العبوات ذات البصمة البيئية المنخفضة، وأحرص على أن تكون قابلة لإعادة الاستخدام من قِبل المستهلك. قبل الشراء، أطلب شهادات رسمية من المورّدين للتأكّد من مطابقة المواد للمعايير البيئية والصحية.
هل لاحظتِ فروقات واضحة في تقبّل المستهلكين للمنتجات الطبيعية بين فرنسا ولبنان؟
نعم، هناك فرق كبير. في فرنسا، المستهلكون يقرؤون المكوّنات بدقّة، ويهتمون بتفاصيل مثل تأثير التغليف على البيئة. هذا الوعي جاء بعد إدراكهم لمدى خطورة المواد القاسية على صحتهم، وتأثير الملوّثات على كوكبنا.
في لبنان، الوعي بدأ يكبر، وأنا أعمل جاهدة لنشره من خلال التوعية وتقديم بدائل فعالة وآمنة لكل من بدأ يطرح الأسئلة ويبحث عن الأفضل. التغيير الحقيقي يبدأ من الوعي.
ما الآلية التي تتّبعينها لاختيار الزيوت الأساسية المستخدمة؟
أعتمد على خبرتي العلمية وبحث دقيق في علم النباتات لاختيار الزيوت، وفق فلسفة ثابتة: فعّالة، منخفضة التحسس، وحامية. لكل حالة زيوت مناسبة، لكن الأهم هو خلق توازن وانسجام بينها، لأن بعض الزيوت لا يجب خلطها، وأي تركيبة غير مدروسة قد تُضعف التأثير أو تسبب تهيّجًا.
نحن لا نضيف المكونات لمجرد الإبهار، بل نُركّز على التآزر العلمي بين الزيوت لتحقيق أقصى فعالية بأقل عدد ممكن من المكونات.
مثلًا، Tranquility Elixir يحتوي على 7 زيوت مثبتة علميًا لمحاربة التوتر، أما Prestige Oriental فهو مزيج من 10 زيوت مختارة بعناية تمنح البشرة والشعر إشراقة، ترطيبًا، ولونًا صيفيًا صحيًا — دون أي مكوّن صناعي
في عصرٍ مليء بالمغريات الكيميائية، كيف تزرعين الثقة في قلب المستهلكة تجاه منتجاتك الجديدة؟
أؤمن أن الشفافية هي الطريق الأقوى لبناء الثقة. أذكر كل مكون بكل وضوح، وأشرح فائدته ومصدره. لكن ما يجعل الثقة أعمق هو المنهجية الصارمة التي نعتمدها قبل إطلاق أي منتج: نمرّ بمرحلة طويلة من الاختبار، نصنع نماذج أولية، ونجربها على أنواع بشرة مختلفة لضمان الفعالية والتحمل.
وأنا دائمًا أول من يجرب، لأن بشرتي شديدة الحساسية وتُظهر ردود الفعل سريعًا، وهذا يعطيني مؤشرًا واضحًا على أمان التركيبة قبل حتى مشاركتها مع أي مستخدم آخر
ما رسالتكِ للأمهات اللواتي يشترين كريمات ومنتجات لأطفالهن دون قراءة المكوّنات؟
طفلكِ أمانة، وبشرته أضعف بكثير من بشرتنا. كل ما تضعينه عليه، يمتصه جسمه. لا تثقي بأي منتج فقط لأنه “مخصّص للأطفال” أو لأن الماركة مشهورة. للأسف، حتى بعض الشركات العالمية المعروفة، بما فيها الأوروبية، تستخدم مكونات ضارة، وتُصدّر منتجات غير مطابقة لمعايير الاتحاد الأوروبي إلى بلدان مثل لبنان بسبب ضعف الرقابة.
جيلنا اليوم يعاني من اضطرابات هرمونية غير مسبوقة، من تكيّس المبايض، البلوغ المبكر، إلى انخفاض الخصوبة وكلها مرتبطة بمنتجات استُخدمت في طفولتنا من دون وعي، في زمن لم يكن فيه بحث كافٍ ولا رقابة مشددة.
لا تنتظري أن تكوني ضحية الندم، اقرئي، اسألي، وتأكدي.
هل تنبع حقيقة الجمال من الأمعاء؟ وكيف يسهم الشاي الذي أعددته في تنقية الوجه وتهدئة النفس؟
نعم، الأمعاء هي مرآة الجمال الداخلي. أي خلل فيها، سواء التهابات أو اضطراب الفلورا، ينعكس مباشرة على البشرة والمزاج. لذلك أطلقت شاي Glow & Gut، مزيج من 8 أعشاب عضوية مختارة بعناية، تعمل بتناغم على تنظيف الجهاز الهضمي وتهدئة الجهاز العصبي، ما يعزّز صفاء الوجه ويمنح إحساسًا داخليًا بالراحة والهدوء
ما هي أبرز المشاريع المستقبلية التي تطمحين لتحقيقها؟
أطمح لتنظيم ورش عمل توعوية حول المنتجات التي تؤثّر سلبًا على صحتنا، مع تقديم بدائل فعالة وآمنة تعوّض الناس عن الخيارات الضارّة. كما أعمل على بناء فريق لدعم مشاريع تنمية مستدامة أُخطط لتنفيذها في لبنان، لأنني مؤمنة أن ما اكتسبته من خبرات في الخارج يجب أن يعود بالنفع على بلدي.
دون أن ننسى أن LaTerraTales هي الخطوة الاولى في هذا الطريق.
لبنان بحاجة لهذه الكفاءات، والمشاريع التي أحملها قابلة للتنفيذ… ما نحتاجه هو الإرادة، فريق ملتزم، وحكومة تؤمن بشعبها. بعض المشاريع تحتاج إلى شراكة مع الدولة، وآمل أن يكون هذا التعاون مثمرًا، لأن الأمل موجود، والتغيير ممكن.