عطشان في وسط المحيط بقلم د : خالد السلامي
في قلب المحيط الواسع، حيث تمتد الأمواج إلى الأفق بلا حدود، يجد الإنسان نفسه غارقًا وسط الماء، يحيط به في كل اتجاه، لكنه يعجز عن الشرب. هذا المشهد البسيط يحمل في طياته استعارة عميقة للواقع الذي نعيشه، حيث تتوافر حولنا الإمكانيات بشكل هائل، ومع ذلك نجد أنفسنا عاجزين عن تلبية احتياجاتنا الأساسية أو تحقيق أحلامنا التي تبدو قريبة ولكنها بعيدة في ذات الوقت.
تلك المفارقة الصارخة بين الوفرة والحرمان ليست مجرد خيال درامي، بل هي حقيقة تتكرر يوميًا في حياة الأفراد والمجتمعات. قد نجد أنفسنا نعيش في عصر لم يشهد العالم فيه من قبل هذا الكم الهائل من المعلومات والموارد، لكننا نكتشف أننا نفتقد ما هو جوهري. تمامًا كما يعجز ذلك العطشان عن شرب الماء المالح المحيط به، نقف أمام تحدٍ أكبر: كيف يمكننا الاستفادة من الفرص المحيطة بنا دون أن تدفعنا إلى مزيد من العطش أو الفقد؟
في حياتنا اليومية، نشهد هذه الظاهرة في أشكال متعددة. قد يمتلك الإنسان مهارات عالية ومعرفة واسعة لكنه يعجز عن توظيفها لتحقيق أهدافه. أو قد تحاصرنا وسائل التكنولوجيا الحديثة التي وُجدت لتقربنا من بعضنا البعض، لكننا نشعر بالوحدة أكثر من أي وقت مضى. هذه الفجوة بين ما هو متاح وما هو قابل للاستخدام تكشف لنا عن عمق المشكلة التي تواجه الإنسان الحديث.
ومع تزايد تعقيد العالم من حولنا، تصبح هذه الظاهرة أكثر وضوحًا. نعيش في عصر تطغى فيه الوفرة على كل شيء: من الموارد الطبيعية إلى البيانات والمعلومات، من الفرص المهنية إلى الخيارات الترفيهية. ومع ذلك، نجد أنفسنا نواجه أزمات عطش مختلفة، سواء كانت عاطفية أو فكرية أو حتى مادية.
تلك التساؤلات العميقة، وهذا الشعور المتناقض بين ما هو متوفر وما هو مفقود، هو ما سيقودنا إلى استكشاف أبعاد هذه الظاهرة في حياتنا، وكيف يمكننا إيجاد الطريق لتحويل “الماء المالح” إلى “ماء عذب”، يروي عطشنا العميق للمعنى، للإنجاز، وللحياة ذاتها.
الماء المالح: المورد المتاح غير الصالح
وسط أمواج المحيط المتلاطمة، يبدو الماء متاحًا بلا نهاية، يملأ الأفق ويمتد بلا انقطاع، لكن الحقيقة الصادمة تكمن في أنه غير صالح للشرب. بل إن شربه يزيد العطش سوءًا، ويدفع الجسم نحو الهلاك بدلًا من النجاة. هذا التناقض المدهش يشبه كثيرًا واقعنا المعاصر؛ فنحن محاطون بثروات هائلة من المعلومات، الفرص، وحتى الموارد المادية، لكننا نعجز عن استخدامها بالشكل الذي يُشبع احتياجاتنا الأساسية.
في عصر التكنولوجيا الفائقة، أصبح الوصول إلى المعرفة أمرًا متاحًا بضغطة زر. مواقع إلكترونية، كتب رقمية، مقاطع فيديو تعليمية، ودورات تدريبية لا حصر لها. لكن وسط هذا الكم الهائل من المعلومات، نجد الكثيرين يشعرون بالضياع بدلًا من الإلهام. تمامًا كما أن شرب ماء البحر يزيد العطش، فإن الانغماس في سيل لا ينتهي من البيانات دون هدف واضح يُغرق العقل في حالة من التشويش والتعب الفكري.
المفارقة هنا ليست في ندرة الفرص، بل في عدم القدرة على استخدامها بشكل صحيح. كم من شخص يمتلك المهارة والمعرفة، لكنه يقف عاجزًا عن استثمارها ليحقق تقدمًا حقيقيًا في حياته؟ كم من شاب تخرج بشهادات أكاديمية مرموقة، لكنه يشعر بالضياع في سوق العمل؟ الماء موجود، والموارد متاحة، لكن السر يكمن في “تحليتها” وتحويلها إلى شيء نافع وفعّال.
هذا التشبيه لا يتوقف عند الأفراد فقط، بل يمتد إلى المجتمعات والدول. نرى أممًا غنية بالموارد الطبيعية، تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والنفط والمعادن، لكنها تعاني من الفقر المدقع وسوء توزيع الثروة. هل المشكلة في الموارد أم في كيفية إدارتها؟
السر هنا يشبه عملية “تحلية المياه المالحة”، حيث يتطلب الأمر تقنيات متقدمة وفهمًا عميقًا لكيفية تحويل الماء المالح إلى مصدر للحياة. كذلك، يتطلب تحويل الفرص الضائعة إلى إنجازات حقيقية رؤية واضحة، وإرادة صلبة، ووعيًا بكيفية استخدام الموارد المتاحة.
في نهاية الأمر، لا يكفي أن تكون الفرص متوفرة حولك كما يحيط ماء البحر بالعطشان. عليك أن تمتلك الأداة الصحيحة لتجعلها صالحة للاستخدام، وإلا ستظل عالقًا في دوامة العطش، محاطًا بالماء من كل جانب، دون أن تتمكن من شرب قطرة واحدة.
الجوع العاطفي أو الروحي في عصر الوفرة الرقمية
امتلأت حياتنا بشاشات مضيئة ورسائل فورية وصور متتالية، أصبح العالم أكثر اتصالًا من أي وقت مضى، لكن المفارقة الكبرى أننا نشعر بوحدة أعمق، وبجوع عاطفي لا ينطفئ. كأننا في وسط محيط رقمي مترامي الأطراف، نغرق في تفاصيل لا تنتهي، بينما تظل أرواحنا عطشى لنقطة ماء واحدة، صافية وحقيقية.
التواصل الرقمي الذي صُمم ليقرّب المسافات بين البشر، تحول إلى فجوة أوسع بين القلوب. أصبح كل شيء سطحيًا، مجرد “إعجاب” عابر، أو رسالة سريعة قد لا تحمل أي معنى حقيقي. المشاعر لم تعد تُعبر عنها وجوه أو أصوات، بل أيقونات صفراء وقلوب حمراء افتراضية. نحن نضحك خلف الشاشات، لكننا نبكي في صمت عندما تنطفئ الأضواء الزرقاء لأجهزتنا الذكية.
المفارقة هنا أننا محاطون بـ”مياه مالحة” من العلاقات السطحية والروابط الهشة. آلاف الأصدقاء على منصات التواصل، لكن عند أول أزمة، لا نجد سوى فراغ قاسٍ وصمت يملأ الأركان. إنها مياه رقمية، لا تروي الظمأ العاطفي الحقيقي، بل تزيد الشعور بالجفاف الروحي والبعد عن الذات والآخرين.
الجوع العاطفي هنا ليس مجرد مشكلة فردية؛ بل ظاهرة اجتماعية معقدة. الطفل الذي يصرخ لجذب انتباه والدَيه المشغولين بهواتفهما، الشاب الذي يقارن حياته اليومية بما يراه من لحظات مثالية مُعدلة على إنستغرام، المرأة التي تقيس قيمتها بعدد الإعجابات على صورة نشرتها، كلهم عطشى وسط بحر من التواصل المزيف.
لكن، لماذا يحدث هذا؟ لأن العالم الرقمي يقدم لنا “ماءً مالحًا” في شكل تفاعلات سريعة وسطحيّة. نعتقد للحظة أنها تروي ظمأنا العاطفي، لكنها بعد فترة تتركنا أكثر فراغًا وأكثر ظمأً. لا يمكن لألف إعجاب أن يعوض كلمة صادقة من شخص قريب، ولا يمكن لمئات الرسائل أن تغني عن نظرة عين مليئة بالحب والاهتمام.
إن التغلب على هذا الجفاف الروحي يتطلب العودة إلى البساطة. العودة إلى المحادثات المباشرة، إلى الجلوس وجهًا لوجه بعيدًا عن الشاشات، إلى منح الوقت الحقيقي للأشخاص الذين نحبهم. يتطلب الأمر أن نتعلم فن الإصغاء، أن نُظهر الاهتمام الحقيقي، وأن ندرك أن العلاقات العميقة ليست “مياه جاهزة” تُقدم على طبق افتراضي، بل هي نهر عذب يتطلب جهدًا وصبرًا للحفاظ على تدفقه.
في النهاية، علينا أن نعترف: نحن لسنا بحاجة إلى مزيد من “المياه المالحة”، بل إلى قطرة صافية من الحب الحقيقي، من الكلمات الصادقة، ومن العلاقات التي تبني جسورًا بين القلوب لا بين الحسابات الافتراضية.
البحث عن “نقطة التحلية”
وسط محيط مترامي الأطراف من الماء المالح، تكمن فرصة واحدة فقط للنجاة: نقطة التحلية. نقطة صغيرة لكنها تحمل سر البقاء، سر تحويل الشيء غير النافع إلى مورد حيوي. هذا المبدأ البسيط ينطبق تمامًا على حياتنا الشخصية والاجتماعية وحتى الاقتصادية. ليست المشكلة في الموارد أو الفرص، بل في القدرة على معالجتها وتحويلها إلى شيء مفيد.
في عالم يفيض بالمعلومات والموارد والعلاقات، تكون “نقطة التحلية” هي الوعي بكيفية توظيف ما نملك بدلاً من الغرق في ما لا نستطيع استخدامه. في أحيان كثيرة، تكون المشكلة في الطريقة التي ننظر بها إلى الفرص. البعض يرى البحر كخطر لا نهاية له، والبعض الآخر يراه كمصدر غير محدود يمكن تحويله إلى حياة.
التحلية هنا ليست عملية مادية فحسب، بل هي أيضًا عقلية وفكرية. الشاب الذي يجد نفسه محاطًا بفرص تعلم لا حصر لها على الإنترنت لكنه لا يعرف من أين يبدأ، يحتاج إلى نقطة تحلية. رائد الأعمال الذي يغرق في ديون مشروعه رغم توافر رأس المال، يحتاج إلى نقطة تحلية. المجتمع الذي يمتلك ثروات طبيعية هائلة لكنه يفتقر إلى البنية التحتية، يحتاج إلى نقطة تحلية.
تلك النقطة تبدأ دائمًا بفهم الاحتياج الحقيقي. ما هو العطش الذي نحاول إرواءه؟ هل هو عطش مادي أم عاطفي أم فكري؟ بدون تحديد الهدف، سنظل ندور في دائرة مغلقة من المحاولات الفاشلة، تمامًا كمن يحاول شرب الماء المالح مرارًا وتكرارًا.
في كثير من الأحيان، تكون نقطة التحلية مجرد فكرة بسيطة، أو تغيير صغير في السلوك. قد تكون عادة جديدة، مثل القراءة لمدة 30 دقيقة يوميًا. قد تكون قرارًا جريئًا، مثل ترك وظيفة لا تضيف أي قيمة حقيقية للحياة. أو ربما تكون لحظة إدراك، حين يُدرك الإنسان أن السعادة ليست دائمًا في المزيد من المال أو النجاح الظاهري، بل في الاكتفاء بما يملك وتحقيق التوازن الداخلي.
الدول أيضًا لديها نقاط تحلية. هناك أمثلة لدول كانت تعاني من شح الموارد الطبيعية، لكنها اعتمدت على الإنسان كأهم مورد ونجحت. دول مثل سنغافورة والإمارات أظهرت كيف يمكن تحويل الصحاري القاحلة إلى مراكز عالمية تعج بالحياة والابتكار.
“نقطة التحلية” ليست مكانًا جغرافيًا أو سرًا غامضًا؛ إنها رؤية واضحة، إنها قرار بالتوقف عن شرب الماء المالح والبحث عن طريقة لتحويله إلى ماء عذب. إنها استعداد لتحمل مشقة الرحلة، لأن عملية التحلية ليست سهلة. إنها تتطلب جهدًا، وقتًا، وأحيانًا تضحيات كبيرة.
في النهاية، كل منا لديه “محيطه الخاص” الذي يسبح فيه. البعض غارق حتى أذنيه، والبعض الآخر ما زال يقف على الشاطئ مترددًا. لكن الحقيقة الثابتة هي أن النجاة ليست مستحيلة أبدًا. طالما أن هناك وعيًا، وطالما أن هناك رغبة حقيقية في إيجاد “نقطة التحلية”، سيأتي يوم تروي فيه أول قطرة ماء عذب عطشك الطويل.
الجانب النفسي: العطش العاطفي والذهني
تتراكم الضغوط، وتتسارع الأيام، حتى يجد الإنسان نفسه تائهًا وسط محيط لا ينتهي من المسؤوليات والواجبات. نعمل، ننجز، نحقق أهدافًا صغيرة، لكن هناك صوتًا خافتًا في الداخل يصرخ: “ما زلت عطشانًا!” هذا العطش ليس جسديًا، وليس شيئًا يمكن إطفاؤه بكوب ماء أو ليلة نوم هادئة. إنه عطش عاطفي وذهني أعمق بكثير.
إن الشعور بالفراغ الداخلي رغم الامتلاء الخارجي هو أحد أكثر المفارقات قسوة. قد نمتلك المال، الوظيفة، وحتى علاقات تبدو مثالية، لكن شيئًا ما يظل ناقصًا. إنه ذلك الشعور الذي يتسلل إلينا ليلًا عندما نصبح وحدنا مع أفكارنا، أو عندما نتأمل إنجازاتنا ونجد أنها لم تمنحنا السعادة التي كنا نتوقعها.
الإنسان مخلوق معقد، يحتاج إلى أكثر من الطعام والشراب والمسكن ليشعر بالاكتفاء. يحتاج إلى معنى، إلى هدف، إلى شيء يشعره بأنه جزء من شيء أكبر منه. كثيرون منا يغرقون في العمل لساعات طويلة ظنًا منهم أن النجاح المهني سيملأ ذلك الفراغ، لكنهم يكتشفون في النهاية أن الإنجاز المادي وحده لا يكفي.
العطش الذهني يظهر عندما يصبح العقل مثقلًا بأفكار مشوشة، وخطط غير مكتملة، وتوقعات غير واقعية. إنه أشبه بمحيط من الأفكار المتلاطمة التي لا تهدأ أبدًا. التفكير الزائد، القلق المستمر بشأن المستقبل، والشعور بالندم على الماضي، كلها أمواج متتالية تضرب جدار النفس الهشة دون توقف.
أما العطش العاطفي، فهو يظهر عندما نفتقد للتواصل الحقيقي مع الآخرين أو حتى مع أنفسنا. قد يكون حولنا الكثير من الناس، لكننا لا نشعر بأن أحدًا يفهمنا حقًا. نعجز عن التعبير عما يدور بداخلنا، أو نخشى الرفض إذا كشفنا عن هشاشتنا. نغطي هذا العطش بابتسامات زائفة، وأحاديث سطحية، ونقنع أنفسنا بأن كل شيء على ما يرام.
لكن، كيف يمكننا إطفاء هذا العطش؟ ربما يكون الحل أبسط مما نعتقد. أحيانًا، كل ما نحتاجه هو لحظة صمت، بعيدًا عن ضجيج العالم. لحظة نجلس فيها مع أنفسنا، نحاول فهم ما نريده حقًا. قد يكون الحل في هواية بسيطة، قراءة كتاب، أو حتى محادثة صادقة مع شخص مقرب.
أحيانًا، نحتاج إلى تقليل الضوضاء من حولنا. وسائل التواصل الاجتماعي، الأخبار المستمرة، وتدفق المعلومات بلا انقطاع، كلها تساهم في زيادة العطش بدلًا من إطفائه. تقليل هذه المشتتات وخلق مساحات هادئة للتأمل والتفكير قد يكون الخطوة الأولى نحو الصفاء الداخلي.
في النهاية، العطش العاطفي والذهني ليس ضعفًا، بل هو إشارة. إشارة تخبرنا أن هناك شيئًا ما يحتاج إلى الانتباه. ربما يكون الوقت قد حان لإعادة ترتيب الأولويات، أو للبحث عن معنى أعمق في الأشياء التي نفعلها كل يوم. ربما يكون الوقت قد حان للتوقف عن شرب “الماء المالح” الذي يزيد عطشنا، والبحث عن تلك “القطرة الصافية” التي قد تغير كل شيء.
الخاتمة: العطش في وسط المحيط
في نهاية الرحلة، نعود إلى الصورة الأولى: إنسان يقف في قلب المحيط، الماء يحيط به من كل جانب، لكنه لا يستطيع الشرب. مشهد يحمل في طياته أكثر من مجرد استعارة؛ إنه مرآة تعكس واقعنا المعقد. محاطون بالفرص، غارقون في الموارد، لكننا ما زلنا عطشى؛ عطشى لتحقيق الذات، عطشى لعلاقات أعمق، عطشى لمعنى أسمى من مجرد البقاء.
لقد رأينا كيف يمكن أن تكون المياه المالحة حولنا أشكالًا متعددة من الفرص الضائعة: معلومات بلا هدف، علاقات سطحية، موارد مهدرة، أو حتى أحلام معلقة. وفي كل حالة، يكمن التحدي في القدرة على “تحلية” هذه المياه، تحويلها إلى شيء نافع يروي عطشنا ويمنحنا حياة حقيقية مليئة بالمعنى.
النقطة الجوهرية ليست في كمية ما نملكه، بل في كيفية استخدامه. ليس المهم كم من المعرفة جمعنا، بل كيف وظفناها. ليس المهم عدد الأصدقاء على قائمة التواصل، بل عمق العلاقات التي بنيناها. ليس المهم مقدار الأموال التي كسبناها، بل ماذا فعلنا بها.
العالم اليوم يشبه محيطًا هائلًا من الفرص، لكنه أيضًا بحر عاصف بالضغوط، التوقعات، والأوهام. كثيرون يغرقون لأنهم لم يتعلموا السباحة وسط هذه الأمواج، ولم يدركوا أن التحلية تبدأ من الداخل، من إعادة النظر في الأولويات، من بناء جسور جديدة مع الذات ومع الآخرين.
إنه ليس طريقًا سهلًا. مثلما تتطلب تحلية مياه البحر آلات دقيقة وجهدًا كبيرًا، فإن تحلية حياتنا من السموم النفسية، والعلاقات الزائفة، والضغوط الوهمية، تتطلب وعيًا عميقًا وصبرًا طويلًا. إنها رحلة تبدأ بخطوة واحدة: الاعتراف بالعطش.
حين ندرك أننا عطشى، حين نتوقف عن إنكار الفراغ الذي بداخلنا، حينها فقط يمكننا أن نبحث عن الماء العذب الحقيقي. قد يكون في علاقة صادقة، أو لحظة هدوء، أو حتى في بساطة التوقف عن الجري وراء أشياء لا نحتاجها.
في النهاية، العطش في وسط المحيط ليس قدرًا حتميًا. نعم، قد يبدو الماء حولنا مالحًا الآن، لكن قطرة واحدة من الوعي، من الفهم، من التحول الداخلي، قد تكون كافية لتحويل هذا المحيط اللامتناهي إلى مصدر للحياة.
إن المفتاح ليس في تغيير المحيط نفسه، بل في تغيير الطريقة التي نتعامل بها معه. ربما لا يمكننا أن نجعل كل مياه البحر صالحة للشرب، لكن يمكننا دائمًا أن نصنع قطرتنا العذبة الخاصة بنا. تلك القطرة التي تروي عطشنا وتمنحنا الحياة التي نستحقها.
المستشار الدكتور خالد السلامي .. حصل على “جائزة أفضل شخصيه تأثيرا في الوطن العربي ومجتمعية داعمه ” لعام 2024
حصل المستشار الدكتور خالد السلامي – سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة على جائزة الشخصيه المؤثره لعام 2023 فئة دعم أصحاب الهمم .
وحاصل أيضًا! على افضل الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي لعام 2023 ؛ ويعد” السلامي “عضو اتحاد الوطن العربي الدولي وعضو الامانه العامه للمركز العربي الأوربي لحقوق الإنسان والتعاون الدولي .
كما حاصل على “جائزة أفضل شخصيه مجتمعية داعمه “وذلك لعام 2024 وعضو في المنظمه الامريكيه للعلوم والأبحاث.
ويذكر أن ” المستشار خالد “هو رئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021.