سوريا وفلسطين حضرتا في كلمة وزير الثقافة خلال افتتاح مؤتمر وزراء الثقافة العرب في الرياض
القى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى كلمة لبنان في افتتاح مؤتمر ”وزراء الثقافة ألعرب المسؤولون عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي “والمنعقد في المملكة العربية السعودية حيث حضرت فلسطين وسوريا في كلمة الوزير المرتضى الذي شدد
في سياق كلمته على ان الثقافة في امتنا تبقى منقوصة في غياب سوريا داعيا الى التضامن العربي :” نتطلع الى أن يكون مبدأ التضامن والتعاون هو السائد بين جميع الأقطار العربية، وهذا يحتّم مما يحتّم أن تكون الشقيقة سوريا حاضرة بيننا في مؤتمرنا القادم بإذن الله .فالثقافة في أمتنا تبقى منقوصةً ومنتقصةً من دون سوريا…سوريا الموروث والتاريخ والموقع والدور، التي تمثّل الممر الإلزامي لتحقيق التعاون العربي وعنصراً إيجابياً فيه لا سيما ثقافياً.”
وعن الدولةالساكنة في الوجدان قال المرتضى :”ونتطلع كذلك الى أن لا ننسى فلسطين، فلسطين المستولية على أحلامنا مذْ كنا صغاراً، المتسللة إلينا من بين المواجع، التي أدمنتْ حضوراً في العقلِ والقلبِ والوجدان… فوجب من ثَمّ أن تتناولها كلُّ حلقةٍ من حلقاتٍ اللقاء الثقافي العربي لأنها هي المَطْهَر، ولأن المسؤولية تفرض علينا أن نحفظ قضيتها مشتعلةً وحيّةً حتى إحقاق الحقّ برفع الظلم وإجتثاث الغصب.”
وكان وزير الثقافة أستهل كلمته قائلًا:”نجتمع حول عنوان “الثقافة والمستقبل الأخضر”، ولبنان معنيٌّ بقوّةٍ بهذا العنوانِ لأنّه الأخضرُ على الدوام، المعروفُ بإسهاماته الفعّالة في مسيرة الثقافة العربية والأممية، وتعلّقِه الدائم بقوةِ الأملِ وقوةِ العملِ على حمايةِ خيرهِ وصناعةِ مستقبله. وهو ما زال يحتضنُ إلى اليومِ حَراكًا ثقافيًّا لا يهدأُ، على الرُغم من الأحوالِ الأليمةِ التي يمرُّ بها، عسى غيومُها تنجلي قريبًا، بإنتخاب رئيسٍ للجمهورية، وبتطبيقٍ كاملٍ لإتفاق الطائف، وهو الإتفاق الذي تمّ في العام 1989 برعايةٍ مشكورةٍ من المملكة العربية السعودية وارتضاه اللبنانيون ليكون الناظمَ لحياتهم الوطنية.”
وأضاف :”أيّها الأعزّاء،
لبنانُ كان صاحبَ الدورِ الأبهى والأفعلِ بين اشقائه؛ اذْ كان مدرستَهم وجامعَتهم ومشفَاهم ودارَ نشرهم ومؤئلَ فكرِهم ومطبعَتهم وقِبلتَهم الثقافية وملاذَ ابناءهم اذا ادلهمّت أوضاعهم السياسية ومصرِفَهم ومتنفسَهم وارضَ نزهتهم في كل الفصول…
ذلك أيها الأحبة كان في زمنٍ جميلٍ مضى، أما اليوم فشقيقكم الأصغر، متروكٌ ليعاني وحيداً أدهى المرارات، على الرُغم من أنه حملَ عن الأمة جمعاء الأحمال الجسام؛ فهو الذي حَمَل همّ القضية الفلسطينية، ثم واجه تلك القوة الشيطانية العتيّة التي زرعتها يدّ الشرّ في منطقتنا، والتي استهدفت لبنان بعدوانها طمعاً في ارضه وثرواته ولكونه النقيض لها بتنوعه وانفتاحه، لكننا تعملقنا وخرجنا الى رحابِ فجرِ أن قوة لبنان في إقتداره ووحدة ابنائه ومقاومتهم فأجهضنا مساع اسرائيل ودحرناها مرّةً بعد مرّة ثم منعناها مؤخراً من نهب جزءٍ من ثروتنا النفطية….كما دحرنا وحش الإرهاب التكفيري…. ونجحنا في كل امتحانات العزّة..”
وتابع المرتضى:”وسوف نستمر صامدين ثابتين، وكلنا رجاءٌ أن لا نبقى متروكين، ونعوّل على أن الذي بيننا وبين اشقائنا العرب لمختلفٌ جِدَّا (على قاعدة المقنّع الكندي) متطلعين من ثَمَّ إلى دعمهم لبنان ليبقى وفيًّا لدوره منارة للإشعاع الثقافي ولمعنى وجوده المتمثّل في التنوّع ضمن الوحدة والعيش الواحد مسلمين ومسيحيين .”
متمنيًا على وزراء الثقافة العرب التعاضد من أجل الاجيال الشابة :”علينا كوزارات معنية بالثقافة أن نضع لبلداننا الخطط والبرامج والمشاريع التي تمكن أجيالنا من اكتناه تراثهم الزاخر، وتدربهم على فهمه والبناء عليه وتطويره، فإن مثل المستقبل كمثل الشجرة، لا يصير أخضر إلا إذا امتدت جذوره عميقة في تراب أيامه الماضية، كما علينا أيضا الاستفادة من معطيات الحداثة الرقمية وهذا يستدعي تعاوننا لإنتاج محتوى رقميٍ عربي كأساس لبلورة هويتِنا الثقافية المتميزة.”