أكد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع ان “قرار الحرب والسلم مخطوف من قبل “حزب الله” وإيران
معراب في 2-11-2023:
أكد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع ان “قرار الحرب والسلم مخطوف من قبل “حزب الله” وإيران، ولكنه وفق الدستور يجب أن يكون مع الحكومة اللبنانية، ولذلك على حكومة تصريف الأعمال اتخاذ الترتيبات اللازمة لإخراج “لبنان الرسمي” من هذا الأمر والمطالبة بتطبيق القرار 1701″، مشددا على ضرورة عدم جر لبنان الى الحرب لأنها ستقضي عليه وبالتالي علينا القيام بالمستحيل لمنعها. ودعا للوصول إلى حل فعلي بشأن القضية الفلسطينية، فالتجارب السابقة بدءاً من جمال عبدالناصر إلى صدام حسين وغيرهما، أثبتت أن الحرب لا تؤدي إلى نتيجة فعلية”.
جعجع الذي تحدث ضمن برنامج “سنة على الفراغ” عبر الـLBCI، وصف أحداث 7 تشرين الأول بـ”البطولة الكبيرة”، ولكن في الوقت عينه، اشار الى انها انقلبت بشكل غير مباشر، من خلال دول عديدة، لدعم الحكومة الإسرائيلية والوقوف إلى جانبها بعد أن كانت تواجه معارضة كبيرة من الداخل والخارج”.
اضاف: “يجب البحث عن نتيجة ما حصل بعد 7 تشرين الأول. نظرياً ما قامت به حركة حماس هو عمل بطولي، ولكن هذه العمليات أثبتت على مر السنوات أنها لا تؤدي إلّا إلى الحروب والدمار وقتل الأطفال والنساء. أحد غير ضليع في القضية الفلسطينية أكثر من ياسر عرفات الذي وصل إلى قناعة بأهمية التوجه نحو “الطريق الآخر””.
واذ اعتبر ان “هناك تشويها للقضية الفلسطينية، فهناك من يتاجر بها، سأل جعجع: “ماذا فعل محور الممانعة لهذه القضية؟ ماذا فعل من 80 سنة حتى الآن؟ القضية الفلسطينية “مش بالحكي”، بل هي تتمثل بإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني، ونحن قلباً وقالباً معها”.
اما في ما يتعلق بمزارع شبعا، أكد جعجع ان “هناك غشا كبيرا، فهذه المزارع احتلتها اسرائيل خلال حرب الـ1967 من سوريا، وبالتالي عندما طبّقت الحكومة الإسرائيلية القرار 425 لم تنسحب منها، وفي سبيل إبقاء السلاح بيد “حزب الله” نشر جميل السيد خرائط جديدة تضم مزارع شبعا للبنان”.
تابع: “أنا مدرك لما سأتهم به غداً، ولكن اليوم إذا وقّعت الحكومتان اللبنانيّة والسوريّة محضرا بأن مزارع شبعا لبنانيّة تنتهي المسألة، ونذهب به إلى الأمم المتحدة عندها نكون قد “حشرنا” اسرائيل فعلاً وأصبح مطلبنا محقاً.”
“رئيس القوات” الذي أوضح ان “اسرائيل لم تقم بـ”7تشرين”، وبالتالي الكلام عن استدراجها لحماس غير صحيح”، شدد على ضرورة “ايجاد الأنسب للقيام به من أجل تجنّب “توحّش” اسرائيل.
ولفت الى انه “اذا كنا نريد نداح القضيّة الفلسطينية من الواجب إزاحة الطارئين عليها، خصوصا ان بعض المنظمات التي تعتمد إديولوجيات لا يمكنها أن تحمل القضيّة الفلسطينيّة، فالعالم يواجه الإيديولوجيّة وليس القضيّة، علما ان معظم العرب يؤيّدونها ولكن ضد حماس، كما المشهدية التي نراها في لبنان: محاولة “حزب الله” تسويق بأننا ضد القضيّة الفلسطينيّة فيما نحن فعليا ضدّه”.
وفي اطار الرد على اتهام “القوّات” بالعمالة، قال: “لنتحدث بواقعية، منذ 18 عاماً الى الآن، قبضت القوى الأمنيّة على مئات الشبكات بجرم التعامل مع اسرائيل ولم يجدوا قواتيا واحدا، فيما جميعهم إما من بيئة “حزب الله” أو من بيئة قريبة منه”.
جعجع الذي اشار الى ان “المسألة الإنسانيّة والموقف من الاخوة الشيعة أمر وان الموقف من”حزب الله” أمرٌ آخر”، رأى انه “في حال أدخل الحزب لبنان في حرب فهذه جريمة موصوفة والحل يكمن في تطبيق القرار 1701
وتسليم الجيش اللبناني الذي عند المسّ به يكون الجميع خلفه، وبالتالي لن يعتدي أحد على لبنان في حال تسلّم “الجيش” وحيدا الامرة في الجنوب بالتعاون مع القوّات الدوليّة “.
وأكد ان “من يمنع تطبيق القرار 1701 هو “حزب الله”، ولو انه يشيع بان المجموعات المسلّحة المتواجدة في الجنوب غير تابعة له، اذ لا فصائل فلسطينيّة هناك إنما هو من اتى بهذه المجموعات التي تساعد حماس في اشتباكات عين الحلوة”. انطلاقا من هنا، آثر جعجع التشديد بضرورة “الحياد” من خلال تطبيق هذا القرار، فالمشكلة ليست مع المجموعات الفلسطينيّة بل مع “حزب الله”، الذي “ترجى” الرئيس فؤاد السنيورة في السابق لتطبيق هذا القرار، لذا المطلوب منه “يرتاح”.”
ولجهة رفض القوات لـ”وحدة الساحات”، علّق جعجع: “المسألة لا تتعلق برفضنا لها باعتبار ان معالجة الواقع لا يعتمد هذا الطريق، فعلى سبيل المثال، هل اطلاق الصواريخ من اليمن على بعد 170000 كلم لتسقط في البحر الأحمر أو في أحسن الأحوال في مصر؟ او فتح حرب جنوب لبنان لمواجهة مئات وآلاف الجنود الاسرائيليين في مقابل مقتل عشرات آلاف اللبنانيين هو الحل؟”
ردا على سؤال، أجاب: “سنّة لبنان يناصرون القضيّة الفلسطينيّة ولكن من منهم يدعو الى فتح الحرب على جبهة الجنوب!؟ سمعنا مواقف كل القوى السنيّة ودعوتها، وحتى الجماعة الإسلاميّة، لا تؤيد بأكملها فتح الحرب”.
وعن رأيه بمضمون كلمة الأمين العام لحزب الله الجمعة والأفلام الدعائية لها، قال: “في نهاية المطاف سيطل “تيفنّص” قليلاً على الناس فالقرار ليس بيده إنما في طهران. حبذا لو السيد حسن “بيصرف وقتو بشيء جدي وبيترك الجنوب للجيش والقوى الدوليّة”. الأفلام الدعائيّة “مش حلوة” في وقت يموت المئات في غزّة يوميا”.
اما عن حديث الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فسأل “رئيس القوات”: “ما الجدوى من اللقاء مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اليوم، خصوصا انك تعرفه جيدا وتعرف ماذا يريد، يا بيك.”
وحول اتهام المسيحيين بعرقلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وضع جعجع هذا الاتهام في خانة “التجني”، مضيفا: “”القوات” و”الكتائب” وكل قوى المعارضة تقاطعوا مع “التيار الوطني الحر” على إسم الوزير السابق جهاد أزعور، فلماذا لم يصل الى سدّة الرئاسة؟ ومن يريد أن يأخذ رئاسة الجمهورية من الموارنة؟”.
اما عن جولة باسيل الاخيرة، فسأل جعجع: “هل المطلوب أن نضحك على اللبنانيين!؟ ماذا انتجت هذه الجولة!؟ لماذا عليّ أن أستقبله!؟ فهل يحمل طرحا ما؟”.
وتطرق “رئيس القوات” الى ملف رئاسة الجمهورية الذي اعتبره “جامدا” في الوقت الحالي، ومن كان يعطله سابقاً هو المعطل اليوم، مذكرا بأنها المرة الاولى التي تمكنت المعارضة من الوقوف في وجه “حزب الله” ومنعه من إيصال مرشّحه، رغم كل المحاولات الحثيثة.
وعن امكانية تسليم الولايات المتحدة الاميركية لبنان الى ايران، اكتفى بالقول: “كم صوت لها في مجلس النواب؟ الولايات المتحدة لم تكن معارضة لسليمان فرنجيّة في المطلق، ولكن “شو قدرت تعمل؟” قوّة المعارضة في لبنان أنها سياديّة حرّة ولا يمكن لأحد التأثير عليها”.
وعن مسألة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، جدد جعجع التأكيد ان “القوات اللبنانية ترفض التشريع، باستثناء الضرورة، ولكن في ظل الخطورة الأمنيّة المحدقة بلبنان، لا حل أمامنا سوى التمديد، فالمؤسسة العسكرية لا تدار بقائمقام بل تحتاج الى قائد. واذا كان هناك من يحاول إفراغ الدولة من الموارنة فهو جبران باسيل الرافض للتمديد”.
تابع: “حكومة تصريف الأعمال التي تنتمي بغالبيتها لمحور الممانعة ترفض التمديد للعماد عون، انطلاقا من هنا، نريد الذهاب إلى مجلس النواب لتحقيق هذه الخطوة المنسقة مع قوى المعارضة. “حزب الله” و”التيار” “ناويين عليه”، والأكثريّة لهما في مجلس الوزراء، وبالتالي طرح الشيخ سامي الجميل بعدم المشاركة في اي جلسة نيابية باستثناء جلسة رئاسية، غير قابل للتطبيق في ظل هذه الظروف”.
وفي حال حصل التمديد وطُعن به في المجلس الدستوري، قال جعجع: “هذا المجلس يتصرّف انطلاقا من قاعدة وطنيّة في العديد من الملفات”.
وردا على سؤال، لفت جعجع الى ان “جماعة “التيار الوطني الحر” “عايشي على غير كوكب”، فيما نحن لا نفكّر بالنكايات السياسيّة بل اننا ضنينون على المؤسسة العسكرية، خصوصا ان قائد الجيش استطاع تأمين الأمن على الحدود والأمن الداخلي في آن معا، دون ان ننسى اننا على أبواب خطر”.
تعليقا على ما قاله الوزير السابق وئام وهاب، اجاب جعجع: “كلام وهاب لا يمثل اللبنانيين لأن هذه ليست عاداتنا وتقاليدنا، الدول العربية والخليجيّة كانت تساعدنا من كرم أخلاقها ومحبتها للبنان ليس ليخرج واحد منا ويسمعها هذا الكلام، لذا أتمنى على رئيس حكومة تصريف الاعمال تقديم اعتذار الى الدول العربيّة ودول الخليج باسم الشعب اللبناني الذي لا يمثله هذا الكلام إنما ينبع من محور الممانعة”.
جعجع رد على من انتقد اجراء “القوات اللبنانية” انتخابات الهيئة التنفيذية وتركزيها على الانتخابات الطالبية في خضم معركة غزة، بالقول: “على الفرد الإستمرار بما يتوجب القيام به. ولقد تم تأجيل الإنتخابات الداخلية اكثر
من مرة بسبب التحضيرات اللوجيستية، وأخذت وقتاً طويلاً، كما ان البلد مقبل على المجهول وعلينا ان تكون تركيبة الحزب كاملة متكاملة”.