كلمة سيادة المطران عطاالله حنا موجها نداءً حارً باسم مسيحيي فلسطين باسم كنائسنا وباسم شعبنا كله
كلمة سيادة المطران عطاالله حنا
موجها نداءً حارً باسم مسيحيي فلسطين باسم كنائسنا وباسم شعبنا كله
ربا يوسف شاهين/سورية
أيها الأحباء جميعا ، أخاطبكم في صبيحة هذا اليوم الأحد، من رحاب كنيسة المهد في بيت لحم حيث مغارة الميلاد ، رافعاً الصلاة والدعاء في هذا المكان المقدس من أجل شعبنا الفلسطيني ، ومن أجل أهلنا في غزة الأبية ، الذين يُستهدفون بشكل همجي ، وتدمر عليهم المنازل ، وتُستهدف الكنائس و المساجد ، كل شيء في غزة مستهدف ومستباح من قبل هذا الاحتلال، الذي يسعى لتدمير غزة كلها ، في إطار سياسة تطهير عرقي ، وفي إطار سياسة ممنهجة ، هدفها تدمير شعبنا ، والتآمر على قضية هذا الشعب العادلة.
ومن وحي المكان المقدس الذي أتواجد فيه الآن وأمام المغارة المقدسة ، التي منها بزغ نورٌ لكي يبدد ظلمات هذا العالم.
التفت الى الغرب ، التفت الى القيادات السياسية في الغرب ، أين أنتم من هذه المأساة ومن هذه الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني
لماذا تتحدثون ، عن أوكرانيا وعن غيرها من الأماكن ، ولكنكم تتجاهلون فلسطين ، وتتجاهلون غزة ، وكأن حياة الفلسطينيين لا قيمة لها عندكم
لا بل ، أنتم منخرطون في هذه المؤامرة الهادفة لقتل عدد كبير من أبناء شعبنا وتدمير غزة وجعلها ركاما متناثرا هنا وهناك أنتم شركاء في جريمة العصر أنتم شركاء في هذه التصفية وفي هذا الدمار وفي هذا التطهير العرقي الذي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني.
طبعا نحن نتحدث عن القيادات السياسية في الغرب بغالبيتها ، في أمريكا وأوروبا وغيرها ، أما الشعوب باتت تتحرك ، مظاهرات مسيرات في كل مكان ، هناك ازدياد في رقعة الوعي حول ما يحدث اليوم في غزة الأبية من إبادة جماعية لشعب أعزل.
ولكنني و من هذا المكان المقدس ، مهد المسيحية فلسطين لمن لا يعلمون ، هي مهد المسيحية ، من هنا انطلقت المسيحية إلى مشارق الأرض ومغاربها ، المسيحية في بلادنا أصيلة وليست بضاعة مستوردة من الغرب ، كما نستورد اليوم التقنيات والتكنولوجيات الى آخره
قبل ألفي عام هنا ولد ملك السلام ونادى بالسلام والمحبة والرحمة بين الناس
من وحي هذا المكان المقدس التفت إلى الكنائس المسيحية في الغرب ومن كل الكنائس الارثوذكسية والكاثوليكية والانجليلة ، التفت إلى كل هذه الكنائس ، موجها نداءً حارً باسم مسيحيي فلسطين باسم كنائسنا وباسم شعبنا كله تحركوا ارفعوا الصوت عاليا وطالبوا بوقف هذه المجزرة المروعة التي يتعرض لها شعبنا
هنا مواقف صدرت من كنائس في عالمنا تعبر عن التضامن مع فلسطين وخاصة مع غزة ولكننا نتمنى ان يكون الصوت اكثر وضوحا والموقف أكثر جرأة المسيحية تعلمنا أن ننادي بالحق والعدالة حتى وإن ازعج ذلك جبابرة العالم لا تخافوا ان تقولوا كلمة الحق ولا تقبلوا بأي ضغوطات تمارس عليكم كي لا تقولوا كلمة الحق و كلمة الحق الذي يجب أن تقال في هذه الأيام العصيبة بأننا كلنا مع غزة وكلنا نطالب بوقف هذا العدوان حقنا للدماء و وقفا للخراب ان تتضامنوا مع فلسطين ومع غزة هذا تضامن مع المسيحية في مهدها تضامن مع أنبل وأعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث انحياز للحق والعدالة وللقيم الإنسانية والأخلاقية تمسكوا بهذه القيم ولا تخافوا من أحد وقولوا كلمة الحق التي يجب أن تقال في هذا الزمن الذي كثر فيه المتآمرون والمتخاذلون الذين يخافون من أن يقولوا كلمة الحق.
من مغارة الميلاد في بيت لحم ، أناشدكم ، أتمنى منكم ، أن تطلقوا نداءاتكم ، وكلماتكم ، و مواقفكم ، التي تستند على قيم إيماننا ، و مبادئنا الروحية والإنسانية ، وهي أننا مع المظلومين ، أننا مع المعذبين ، أننا مع المضطهدين ، وشعبنا اليوم في غزة يضطهد في أرضه ، وفي بلده وعندما تدافعون عن هذا الشعب ، و تطالبون بوقف هذا العدوان ، إنما تجسدون القيم المسيحية والإنسانية التي تنادون بها.
المسيحيون في فلسطين وفي هذا المشرق العربي كله ، هم مدافعون عن هذه القضية لأنها قضيتنا ، قضية فلسطين ، هي قضيتنا كمسيحيين ، كما هي قضية المسلمين ، وهي قضية كافة الأحرار في هذا العالم .
إن الدماء التي تغرق في غزة ، هي دماء زكية هي دماء لأناس أبرياء ، لمدنيين يقتلون بدم بارد
وقد أضحت غزة اليوم ، وكأنها حقل تجارب ، لكل الأسلحة والقذائف ، التي أوتي بها من الغرب ، لكي تنهمر على أبناء شعبنا في غزة الأبية ، و تخلف الدمار والخراب والدماء و الأشلاء والاحزان.
أطالب مجددا الأحرار في العالم ، تحركوا و كثفوا من نشاطكم ، لكي يتوقف هذا العدوان سريعا ، فمع كل ساعة تمر ، هناك شهداء أكثر أطفال يقتلون ، دمار هائل ، مأساة مروعة.
نتمنى أن يكون هنالك حراك واسع ، ومؤثر على القيادات السياسية في الغرب ، لكي تغير من نهجها ، ولكي تعمل ونعمل معا و سويا ، من أجل وقف هذه المعاناة وهذه المأساة في غزة الأبية.
ومعكم ، ومع كل الأحرار، ومع كل المؤمنين نرفع الدعاء في صبيحة هذا اليوم ، من أجل أهلنا في غزة، لكي يكون الرب الإله بلسما ، و تعزية وقوة لهم في هذه الأوقات العصيبة التي يمرون بها.
لكم مني تحيةً ومحبة و وفاءً وتقديرا ،ً لكل من يقول كلمة الحق في هذا الزمن ، لكل من يدافع عن فلسطين وشعبها في هذا الزمن ، شكرا لكم ، فلسطين تحييكم وتقدر كل موقف جريء ، وكل موقف مدافع عن غزة في هذه الأوقات العصبية
شكراً لكم .