أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة علمية بعنوان: ” قراءة تحليلية في نتائج انتخابات مجالس الطلبة في الضفة الغربية 2023-2005“، وهي من إعداد الدكتور أشرف عثمان بدر. وتسعى الورقة إلى تحليل وإجراء دراسة مقارنة لنتائج انتخابات مجالس الطلبة في خمس جامعات رئيسية بالضفة الغربية؛ النجاح، وبيرزيت، وبيت لحم، والخليل، وبوليتكنك، وذلك في الفترة الزمنية ما بين 2023-2005؛ فترة حكم الرئيس محمود عباس.
وتنطلق الدراسة من فرضية رئيسية مفادها أن انتخابات مجالس الطلبة في الضفة الغربية لا تعبّر بالضرورة عن توجهات الناخبين من باقي سكان الضفة الغربية، في حين أنها قد تتأثر نتائج هذه الانتخابات بالأحداث السياسية المحيطة.
وقد أظهرت انتخابات الجامعات الرئيسية في الضفة الغربية لسنة 2023 تبايناً في نتائج الكتل الطلابية المحسوبة على الحركتَين الكبيرتَين (فتح وحماس)، ففي حين أظهرت انتخابات جامعة بيت لحم وجامعتَي بوليتكنك والخليل فوز قائمة الشبيبة التابعة لحركة فتح، تفوَّقت الكتلة الإسلامية التابعة لحركة حماس في جامعتَي بيرزيت والنجاح. مما يطرح سؤالاً حول مدى تمثيل انتخابات مجالس الطلبة لتوجهات الشارع في الضفة الغربية، في ظلِّ عدم عقد أي انتخابات عامة، رئاسية أو برلمانية، في مناطق السلطة الفلسطينية منذ نحو عقدَين.
وخلصت الورقة إلى أن نتائج انتخابات الطلبة لا تمثل رأي مجموع الشارع في الضفة الغربية، وإنما تمثل رأي شريحة من المجتمع الفلسطيني، ولكنها في الوقت ذاته تتأثر بالواقع السياسي المحيط، فالشبيبة تدفع أحياناً ثمن تجاوزات السلطة الفلسطينية، والكتلة الإسلامية قد تتأثر سلباً أو إيجاباً بأداء المقاومة في قطاع غزة.
وأشارت الدراسة إلى أن استعداد كل كتلة وقدرتها على ترتيب أوراقها وتفعيل ماكينة انتخابية منظمة قد يكون العامل الأبرز في التأثير على نتائج الانتخابات. كما أشارت إلى أنه وفي حالة الكتلة الإسلامية، فإن تشكيل ماكينة انتخابية فعّالة وقادرة على دفع الثمن من ناحية أمنية يؤثر في نتيجة الانتخابات، لأن العامل الحاسم في هذه الحالة هو القدرة على تجنيد أصوات الناخبين في الصناديق، كما هو حاصل لدى الشبيبة التي تمتلك غرفة عمليات تدير الانتخابات بشكل فعّال ومنظم، ينتظم فيها الأجهزة الأمنية والأقاليم التنظيمية لحركة فتح.