ألكحالة هل ستكون المدخل إلى عين الرمانة من جديد؟ د. ليون سيوفي
د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
من منا لا يتذكّر ما حصل في 13 نيسان من عام 1975 و في منطقة عين الرمانة عندما تعرّض مسلحون ينتمون لحزب الكتائب لحافلة متوجهة إلى مخيم تل الزعتر تحمل أعضاءً في منظمة التحرير الفلسطينية وأطلقوا النار على ركابها مما أدى إلى وقوع 27 قتيلاً من الفلسطينيين وقتل أنطوان بو عاصي ..
واندلعت حينها معارك في الليلة نفسها بين الفلسطينيين وبعض الشباب من المسيحيين من منطقة عين الرمانة وفي ذاك اليوم لم تنجح محاولات التهدئة والمحادثات السياسية إلى لجم الوضع، فيما حمّلت الحركة الوطنية اللبنانية حزب الكتائب مسؤولية الحادثة وما لبثت أن انضمت للفلسطينيين. توسّع القتال ليشمل مناطق أخرى من لبنان، وأدخلت البلاد في دوامة صراعات وأزمات دامت أكثر من خمسة عشر سنة.
ألفتنة صحت في أكثر من منطقة من قرنة السوداء مروراً بمنطقة عين إبل حتى وصلت إلى منطقة الكحالة هل هذه الشاحنة ستكون نسخة طبق الأصل والبديل عن حافلة عين الرمانة بعد سقوط ابن البجاني في منطقته وتشعل فتيل الحرب المتوقّعة ولو بعد حين؟ ..
لا شك في أنّ هذا الانزلاق المتهوّر سيُرخي سدوله على الأزمة السياسية الناشبة في البلاد، وربما يضع لبنان على شفير نزاع سيّىء بعد سنواتٍ من الاحتقان.
لبنان في محنة كبيرة، والمشكلة القائمة اليوم أخطر مما يعتقد البعض، ولا أحد يمكنه أن يتنبأ بتداعياتها إذا تجاوزت حدود السيطرة، خاصة أنها جاءت في سياق قضية تشغل الرأي العام..
إنفلات الوضع اللبناني الذي بدأت شرارته أمس كان أمرًا منتظرًا للأسف، فلبنان المتنوع والمتعدد لا يمكن لجماعة أيًا كانت أن تنفرد بحكمه أو تستأثر بقراره، ولو بتوظيفها لفائض القوة والسلاح الخارج عن سلطة الدولة، كما لا يمكن لدولة ذات سيادة أن تصبح أداة مسلوبة الإرادة لصالح أجندة خارجية تستخدم مكونًا من لبنان ضد بقية المكونات وشركاء الوطن، بل ضد مصلحة لبنان وعلاقاته…
وحدك يا شعب لبنان البسيط ستدفع ثمن السيناريو الذي طال انتظاره ما لم تصحُ وتدرك وتتجنب خطورة الوضع ..