في كلمة له في المجلس العاشورائي في قاعة الزهراء(ع) القاضي مكارم: لتكن عاشوراء محطة للارتقاء وحافزا للإصلاح وتأكيدا لمعاني الوحدة الإنسانية
القى ممثل سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين القاضي الشيخ غاندي مكارم كلمة في المجلس العاشورائي في قاعة الزهراء(ع) في مجمع الحسنين(ع) في حارة حريك والذي يقام برعاية العلامة السيد علي فضل الله وحضور شخصيات دينية واجتماعية وثقافية وشعبية.
ونقل القاضي مكارم في بداية كلمته تحيات صاحب السماحة الشيخ أبي المنى للحضور وتقديره للعلامة السيد علي فضل الله في دوره الوحدوي والانفتاحي الذي يؤديه على مختلف الصعد وللكلمة الطيبة التي يطلقها ودعواته المتواصلة لتغليب لغة الحوار والتلاقي على لغة الانقسام بين اللبنانيين.
وأضاف: خرجَ الـحُسينُ(ع) خروج صوت الحق وحمل قضيةً عابرة للأمكنة والهويات في سائر أرجاء الأرض إلى الموقف الإنساني اللائق بالكرامة الإنسانية في أرقى وأسمى وأكثر معانيها نبلاً وقرباً إلى رياض الحقّ والمعنى…
وأردف: إننا إذ نقف أمام الذكرى الأليمة ونشارك في إحيائها، فلكي نستمدَّ منها العبر والدروس، وأول درسٍ يجب أن نتعلمه هو الانتصار للحق وعدم الرضوخ للباطل، والاستعداد الدائم للمواجهة والانتصار لكرامة الإنسان.
وشدد على أن ما يحصلُ في وطنننا اليومَ أمرٌ غيرُ مقبول، على صعيد ما تتخبطُ به الدولةُ من تناقضات وما يُثارُ من مشاكل، بدءاً بموضوع التعطيل والفراغ في موقع الرئاسة، وانتهاك الدستور والتخاذل في التعيينات الأساسية، وصولاً إلى ما يشكو منه المواطنُ من فوضى إدارية وأزماتٍ معيشية، وما يُثار من إشكاليات وتجاذبات تبرز عند كلِّ مفترقٍ ومحطة، وفي العلاقات بين مكوِّنات الوطن المتنوعة، وفي علاقات الدولة مع الخارج، وكلُّها تُثيرُ القلقَ على المصير، في ما نحن ننتظرُ قيامَ الدولة القوية القادرة والعادلة والمطمئنة كلَّ أبنائها إلى مستقبلِهم وعيشِهم الآمن والكريم، وقد طال الانتظار.
وختم: لكننا، أيُّها الأخوةُ، وعلى عادة ما تقوم به مشيخةُ العقل، نستغلُّ كلَّ مناسبةٍ أو ذكرى دينية، أو عيدٍ أو محطّةٍ وطنية، لنعيدَ إيقادَ شعلةِ الأمل في النفوس، وهذا ما يفعلَه الحُسينيّون دائماً، إلى أيِّ طائفةٍ أو مذهبٍ انتمَوا، لنتجاوزَ في كربلاءَ حالةَ البكاء وذرفِ الدموع وإراقة الدماء، ولتكونَ المناسبةُ محطةً للتوبة والسعي الحثيث لتطهير النفوس والارتقاء بالمجتمعات، وحافزاً للإصلاح والصلاح، وسبيلاً للتغلُّبِ على الفُرقةِ والكراهية، ومناسبةً لتأكيد معاني الوحدة والإنسانية، ولمجابهة كلِّ محاولات استيلاد عوامل التفرقة والشقاق والاقتتال، وعملاً دؤوباً ممنهَجاً لتعزيز ثقافة المواطَنة واحتضان التنوُّعِ وبناء السلام، وثورةً دائمةً من أجلِ تحقيق الأمان والسلام.