“القومي” في الثامن من تموز ذكرى استشهاد مؤسسه أنطون سعاده عهدنا لسعاده أن لا تثنينا الصعاب ولا المؤامرات… وأن تبقى بيارقنا وبنادقنا لفلسطين وعلى امتداد وطننا السوري
بمناسبة يوم الفداء والوفاء، ذكرى إستشهاد مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعاده.
أصدر وكيل عميد الإذاعة في الحزب شادي بركات بيان الثامن من تموز وجاء فيه:
يأتي الثامن من تموز ليشق حجاب الذكرى ويتقدم على كل ما عاداه، مستحضراً التاريخ على مسرح الحدث. وفي تموز وعلى تراب الرملة البيضاء كان المارد يفجّر شرايين دمه، وفي تموز استلبت رصاصةُ حياة أمّة وأمسكت بروحها للحظات، وفي تموز سقطت الرصاصة سدى وانتفضت الكلمة تُهدي بسراج نورها التواقين الى الحياة والحرّية.
أضاف: في الثامن من تموز 1949 اغتيل مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي وزعيمه أنطون سعاده بمحاكمة صورية سجّلت وصمة عار على جبين الزمن. واذا كان الاغتيال بأيادي محلية، فصفحات التأريخ زاخرة بالوثائق والوقائع لحجم التآمر المحلي والإقليمي والدولي الذي أحاط بتلك الليلة الدعجاء.
لم يكن سعاده بمأمن عن الإغتيال للحظة طوال حياته الزاخرة بالجهاد والنضال، واذا كان فعل النهضة القومية الإجتماعية وانبعاثها في وجدان الأمة واختمارها في نفوس الشعب وما تبعه من يقظة قومية دفع وجهة الإغتيال، فان احداثاً محيطة لا بد من ذكرها:
1- اتفاقية انابيب النفط – التابلاين واتفاقية الهدنة وموقف سعاده منها.
2- الموقف من الولايات المتحدة الأميركية ودورها الإستعماري وسقوطها من عالم الإنسانية الذي تدعيه.
3 ـ معرفة سعاده المبكرة لدور النفط في الحرب الدولية ودعوته لإستخدامه كسلاح لتحييد الدول الإستعمارية وعلى رأسها اميركا في الصراع مع اليهود واتفاقية لوزان وتقسيم القدس وقضية اللاجئين.
4- انكشاف الدور الوظيفي لكيانات سايكس- بيكو وعلاقتها مع اليهود وتفكيك المجتمع والأمة.
5ـ قيام سعاده بتنظيم صفوف النهضة وإنشاء المقاومة القومية والعمل على تسليحها بالعتاد اللازم لتحرير فلسطين.
جاءت هذه الوقائع وما تبعها لتؤكد صحّة موقف سعاده ورؤيته المستقبلية، واذا كانت تلك الأحداث وليدة لحظها الا أنها ما زالت توغل طعناً في جسد الأمة وتغتال فيها الحياة في كل يوم، ومازالت هذه الأمة تنتفض كالعنقاء، تنفض غبار القبر عنها وتمدّ ناظريها نحو الشمس، وتشقّ غمار الحرب مبتسةً للجلاّد معلنةً انتصار الحياة على العدم.
وتابع قائلاً: الثامن من تموز وقفة عزّ سارت على وقعها أرتال الشهداء، ترسم خارطة المجد بوجه سناء ووجدي وخالد وابتسام وآلاف الأقمار التي تنطق بلسان مارد تموز وتعصف بقبضته على امتداد الزمن، فحاربنا التقسيم والتسليم والتهويد، مؤمنين واثقين بانتصارنا الذي نسجله عند كل مفصل وفي كل قرار نغيّر فيه السياقات المفعولة ونصنع التاريخ ونعيد ترتيب المشهد على وقع أفعالنا.
ان يوم الفداء هو يوم شهيد تموز ومن عصف دمه عبر الشهداء الى المجد والخلود فأضحى عيداً لهم، لذكرى مجدهم وبطولتهم، لفعلهم وارادتهم لقضيتهم المنتصرة، للأجيال التي تحمل المشعل والدماء التي في شرايينها وديعة للأمة تفيض بها وتعبر الزمن.
وختم: في هذا اليوم العظيم، نحمل ثقة الزعيم بحزبه، ان “انا اموت اما حزبي فباقٍ”، نسير وعلى وجهنا ابتسامته بوجه الجلاد، وذلك السوط على جسده يعصر الملح في كل يومٍ على جراحنا النازفة ولكن أبت الا ان تهتف بمجد سورية وعزّها.
نمضي وعهدنا لك يا سعاده ان لا تثنينا الصعاب ولا المؤامرات وان نقسم ظهر الفتن والإنشقاقيين والتقسيميين والإنعزاليين وأتباعهم واعوانهم… وأسيادهم، وان تبقى بيارقنا وبنادقنا لفلسطين وعلى امتداد وطننا السوري، “ونحن في هذه القضيّة واثقون، موقنون، مؤمنون أنّ انتصارنا حتميّ لا مفرّ منه وأنّ هذا الانتصار أقوى من كلّ عوامل أخرى لأنّه انتصار الوجود القومي الاجتماعي على العدم فهو انتصار أكيد لنا في الحياة وبعد الموت، إنّه الانتصار على الموت والفناء”.
المجد لشهبد تموز، المجد لدمائه المنتصرة، المجد لمن سار على هديه، ولتحي سورية.