هل بات التدويل أمراً واقعاً؟ د ليون سيوفي
د ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
سيبقى لبنان قابعاً في نفقٍ مظلمٍ وهذا ما تؤكده أكثر من جهة عليمة بالملف اللبناني فليس من مصلحة أحد إنقاذ هذا البلد الصغير الذي بات مركزاً مخابراتياً عالمياً..
في استمرار الأزمات الاقتصادية والسياسية في لبنان، وفشل جميع الأطراف في التوصل لصيغة تفاهمية يتم على أساسها انتخاب رئيسٍ للجمهورية، خرجت بعض المبادرات لحلحلة الأزمة من بينها مقترح “تدويل الملف اللبناني”.
دعوات وشعارات تطلق هذه الأيام وبكثافة من كل صوب وجهة، حول التقسيم والفيدرالية واللامركزية والتدويل، والحياد، والفصل السابع، ودخول قوّات دولية لاستلام الوطن ، وقرارات مجلس أمن، والمجتمع الدولي، ومحاكم دولية، وعقوبات قانونية ومالية، خليط من الأفكار والطروحات تترأس عناوين المجالس السياسية فما حقيقة الوضع؟
فالتدويل الذي تدخل فيه مصطلحات الشرعية الدولية والمرجعية الدولية والبعد الدولي، يعني بشكل عام أن تصبح الأزمة السياسية الراهنة في لبنان محل اهتمام واختصاص وتدخل الأمم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها المتخصصة، أو تحت رعاية دول محددة كالولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.
أليوم يعود البعض إلى طرح فكرة التدويل على اعتبار أنّ لبنان اعتاد التعايش معها منذ العام 1978، إذ إنّ الأمم المتحدة تحرّكت وأرسلت قوات الطوارىء الدولية إلى جنوب لبنان رداً على الاجتياح الإسرائيلي له آنذاك، في مهمة حفظ سلام لا تزال مستمرة حتى اليوم، وبصيغة معززة بموجب القرارات الدولية…الأطراف اللبنانية المختلفة تتفق على اعتبار التدويل أمرًا واقعًا منذ زمن إذا كان يتناول دورًا للدول الأجنبية في لبنان.
الدعوات لتدويل القضية اللبنانية مطالبة اليوم من شخصيات لها ثقلها الديني والسياسي بعد فشل الحلول الداخلية، وأصبح لبنان منقسماً بين مؤيد لها، ومعارض، فلو تمّت ستذهب بنا إما إلى التقسيم أو إلى الخراب والحرب..