جمعية “بسكنتا بيتنا وضواحيها” نظّمت ندوة تحت عنوان “بسكنتا بين التحديات والتطبيق ٢٠٣٠” وذلك بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسها
نظّمت جمعية “بسكنتا بيتنا وضواحيها” ندوة تحت عنوان “بسكنتا بين التحديات والتطبيق ٢٠٣٠” وذلك بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسها، برعاية وحضور وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين، وممثل وزير الزراعة عباس الحاج حسن ممثلا برئيس مصلحة الزراعة في جبل لبنان السيد عبود فريحة، وبحضور كلّ من ممثلين عن النائب رازي الحاج، وسامي الجميل وابراهيم كنعان، ورئيس مجلس القضاء الأعلى السابق القاضي غالب غانم والنائب السابق أدي المعلوف والدكتور فؤاد أبو ناضر بالإضافة إلى رئيس وأعضاء بلدية بسكنتا ومخاتيرها ومخاتير البلدات المجاورة، ومدراء المدارس ورؤساء الجمعيات والتعاونيات والدفاع المدني والأديرة، وذلك في مركز عبدالله غانم الثقافي – بسكنتا.
قدمت الصحافية نوال أبي حيدر الاحتفال وقد افتُتِحت الندوة بتقرير حول عمل المنظّمة عن الاعوام العشرة المنصرمة، وقد تم عرض الانجازات التي حققتها الجمعية، وما حملته على عاتقها من مبادرات ومشاريع منفذة للإنخراط في تفعيل عجلة التنمية المستدامة، وما استطاعت أن تنشره من خلال دورها الرائد في مجتمعها.
وقد أكدت رئيسة المنظمة المهندسة رجينا كرم أنّ الجمعية لا تستطيع الجلوس وانتظار الحكومات لتغيير أسلوب الحياة، وقد اكتسبت هذه المؤسسة خبرة واسعة في مجال التنمية والحوكمة الرشيدة بعد أن عملت بديمقراطية وشفافية وساهمت في ترسيخ دور المرأة داخل مجتمعها، وقد لعب المؤسسون دورا هاما كون المنطقة التي تعمل فيها الجمعية تتميز بمقومات هائلة من ثروة بيئية ومواقع أثرية وسياحية واهمها دور ثقافي تطلع به، وذلك بهدف تعزيز بقاء المواطن في أرضه واستمراريته ولتحسين طريقة عيشه بهدف بناء مجتمع مدنيّ وبيئة ريفية كاملة وحاضنة لكلّ احتياجات الإنسان.
من ثم ألقى رئيس بلدية بسكنتا السيد جورج علم كلمة شدد فيها على دور منظمة بسكنتا بيتنا الرائد في إطلاق مشاريع عديدة ساهمت في دعم بلدية بسكنتا في محطات عديدة وأهمها مشروع فرز النفايات الصلبة وغيرها من الافكار التي قدمتها الجمعية.
وبعدها ألقى المحامي إيلي موريس كرم كلمة المؤسسين عبر من خلالها على ضرورة التمسك بالقيم التي عمل عليها شابات وشباب الجمعية، حتى أضحت طريقة عيش يسعى اليها أعضاء المنظمة لتغيير نمط عيشهم، ومن ثم قام بطرح رؤية جديد لمنطقة بسكنتا للعام ٢٠٣٠، عارضا خطة طريق لتنمية مستدامة قائمة على ثلاث مقومات: زراعية، بيئية وسياحية، تهدف إلى تحسين قدرات الفرد الاقتصادية عبر شراكات في ريادة الأعمال الاجتماعية، كون المقومات المتواجدة في منطقة بسكنتا وجوارها هائلة ويمكن أن تشكل رزنامة متكاملة تخلق معها استدامة، شارحا بطريقة هندسية كيفية اعادة احياء وتطوير البنى التحتية بين الأحياء وخلق ساحة عامة فعلية تسهل التنقل الراجل وتطوير الاسواق التجارية بهدف تقديم وجهة سياحية فريدة من نوعها، ممكن أن تخلق آلاف فرص العمل في حال عمل أبناء البلدة فيما بينهم على خلقها وتطويرها.
وبعدها تم مناقشة محاور رؤية بسكنتا ٢٠٣٠ بتبادل الخبرات بين المعنيين في الشأن البيئي وتسليط الضوء على الخطوات المناسبة لهذه الرؤية وتمهيد السبل، التصميم والتنفيذ لخلق تحوّل إيجابي مع جميع أصحاب المصالح في بسكنتا.
وخلال الجلسة الحوارية، شدّد وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين على “أهمية واحترافية عرض رؤية 2030 المستقبلية لبسكنتا، النابع من تخطيط شامل”.
وفيما يخص موضوع التقييم البيئي الإستراتيجي لمشاريع السياسات والخطط والبرامج للقطاع العام، اعتبر ياسين أنّه “من ضمن القوانين والمراسيم المهمة الّتي تنظّم دور وزارة البيئة في الكثير من المشاريع والسياسات والإسترايجيات في لبنان، كقطاع المياه والنفايات الصلبة وخطة ترتيب الأراضي اللبنانية، لتدارك أي أثر بيئي سلبي وللتخفيف من حدّته”.
وأضاف:” الآن، أخذنا الجزء الذي يتعلّق بخطة ترتيب الأراضي اللّبنانية، المشروع الّذي يتعلّق بجبال لبنان، بالتعاون مع ال UNDP، ينظر إلى كيفية إدارة كلّ جبال لبنان العالية”.
كما ورأى أنّ “مشروع القانون الّذي سيطرح على مجلس النواب سيخدم بشكل استراتيجي كلّ الرؤية والخطة الإستراتيجية في بسكنتا، أضف إلى إعادة انتظام العمل التشريعي وانتخاب رئيس للجمهورية، كما واتّباع خطة الإدارة البيئية الّتي من المفترض أن تكون متوافرة في جميع المشاريع، مؤكدًا أنّه على استعدادٍ تام لتقديم الدعم والمتابعة ومد يد العون فيما يخص الرؤية المستقبلية للعام 2030 التي أطلقتها منظمة بسكنتا بيتنا وضواحيها، إلى جانب دور السلطات المحلية”.
وبدورها، رأت مديرة جمعية التحريج في لبنان الدكتورة مايا نعمه أنّه “كان لهم دور فعّال كجمعية تحريج في إعادة التشجير للحفاظ على الغابات ولإدارة الأحراج لضمان استعادة المساحات الطبيعية بطريقة مستدامة في ظلّ التغير المناخي، وقد تم التعاون على مدى الاعوام الخمس التي مرت مع منظمة بسكنتا بيتنا بحيث تم زرع حوالي 15 ألف شجرة بين صنين وباكيش، والهدف لم يكن فقط زراعي، بل شكل نقاط تتمحور حول اهداف تتعلق في تغيير المناخ وتثبيت التربة ولحماية رؤوس الجبال وتجميع المياه وحمايتها”.
وفي السياق، قالت: “مردود التشجير يظهر على المدى الطويل، من خلال التخفيف من وطأة التغيّر المناخي، التخفيف من خسارة التربة والتخفيف من شحّ كميات المياه، حيث أنّه يجب التركيز والحفاظ والإعتناء بما تم زرعه والقيام بعمليات تشجير إضافية لحماية الأراضي من الرعاة”.
وعن سبل مكافحة الحرائق، وكون بسكنتا تعتبر الوسط الأساس للضواحي المجاورة وتتمتع بتنوّع حرجي كبير ويحاوطها خطر الحرائق، أوضحت نعمه أنّه “قد تمّ وضع خطة ل15 منطقة الّتي تعاني من خطورة الحرائق، تقوم بدراسة كافة الأمور ومعالجتها بطريقة واعية وفعالة”.
وأمام كل تلك التحديات، ولأنّ التمويل يعد من النقاط الأساسية والجوهرية لتحقيق تنمية مستدامة، أوضح الدكتور فؤاد أبو ناضر أنّه “بدأ التفكير بطرق وآليات لخلق واستقطاب التمويل من خلال إنشاء شركة، تجمع من خلالها رأس المال من المواطنين من منطقة معينة، ليتم بعدها خلق مشروع إنمائي وإنتاجي فيها، وأضف إلى ذلك المؤسسات التي تعطي”micro credit” لخلق حياة للمشاريع، عبر قرض مدعوم ومسهل تحت إشراف مهندسين في كلّ منطقة، ولا ننسى السلطات والجهات المانحة.
ولم يستبعد أبو ناضر فكرة خلق فرص عمل من خلال اطلاق شركات مماثلة في بسكنتا للبقاء في منطقتهم وللعمل فيها، خاصة انه تم اطلاق العديد من تلك المشاريع في المناطق الريفية والممتدة على الحدود اللبنانية وخاصة المناطق الجبلية.
انطلاقًا من كلّ تلك المعطيات، ولأنّ الحفاظ على الطبيعة الريفية ودروبها يعتبر من أهم المبادرات، اعتبر التستاذ عمر صقر المدير التنفيذي لجمعية درب الجبل اللبناني، ان أهم ميزة سياحية تتمتع بها بلدة بسكنتا وهي الوحيدة التي اجتذبت العديد من السواح ومحبي المشي، هي الميزة الثقافية. كما ذكر بأن الشخص الذي أطلق فكرة درب الجبل اللبناني هو ابن بسكنتا السيد جوزف كرم، وهو الذي عمل على تحقيق حلم راوده في الولايات المتحدة الأمريكية، وان الدرب الادبي هو من أهم الدروب ويجب صونه واعادة احيائه. وقد شدد “نحن إلى جانب منظمة بسكنتا بيتنا وضواحيها، للمساهمة وتسهيل الطرق لهواة المشي”.
وأضاف: “نحن كجمعية نعمل على تثقيف المجتمع، نبدأ من المدارس، لدينا برامج لتوعية المواطن كي يتصرف بشكلٍ مسؤولٍ في قريته”.
ومن الواضح بحسب صقر أنّه “من الممكن بناء دروب جبلية جديدة في بسكنتا، وضرورة التركيز على درب بسكنتا الثقافي وإظهاره من جديد لشرح القيمة السياحية لكل موقع من المواقع السياحية الأدبية.
وبعدها تم نقاش فعال مع الحاضرين الذين أثبتوا عن وعيهم في طرح الأسئلة ومدى أهمية الرؤية وكيفية تطبيقها.
وفي الختام دعي الجميع إلى غداء قروي تم تحضيره من قبل التعاونية النسائية في بسكنتا التي قدمت منتجاتها العالية الجودة للحاضرين.