المطران ابراهيم احتفل بعيد قلب يسوع : احبوا بعضكم البعض كما طلب منا يسوع
احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك بعيد قلب يسوع خلال قداس احتفالي في كنيسة القلبين الأقدسين زحلة بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، والآباء ديمتري فياض، ايلي البلعة، شربل راشد وجيمي كفوري بحضور مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، رئيسة ثانوية القلبين الأقدسين الأخت سلوى حايك، المسؤولة عن مركز التنشئة المسيحية في زحلة الأخت ليزا القارح وعدد كبير من المؤمنين غصّت بهم الكنيسة.
بعد الإنجيل المقدس كانت للمطران ابراهيم عظة من وحي المناسبة جاء فيها:
” الراهبات الفاضلات ، نتوجه اليكن بالتحية وننحني أمام اتعابكن في هذه المدرسة العريقة.
الأحباء الحاضرون في هذه الذبيحة الإلهية المقدسة التي تحملنا عبر السر الى قلب يسوع الذي نحتفل بعيده، وغداً قلب مريم، القلبين الأقدسين. كنيسة لها قلبان: قلب يسوع وقلب مريم، وايماننا المسيحي يعيش بنبضين: نبض يسوع ونبض مريم. الذي لم يجد بيسوع اخ ورفيق وصديق لا يستطيع ان يكون له قلب ينبض بإيمان صادق وحيّ، ومن ليس له قلب مريم هو يتيم من جمال حضور الأم في حياته، وقلبه ايضاً متعثر .
لذلك نحن المؤمنون نفتخر بأننا نعيش في حمى القلبين الأقدسين، وزحلة طُبِعت وخُتِمَت بحضور هذه المؤسسة وهذه الكنيسة منذ أجيال طويلة منذ عام 1903 لكن الحضور الرهباني للآباء اليسوعيين سبق هذا التاريخ وكان لهم دور كبير في نشأة هذه المدينة وإحياء تراثها وبناء حاضرها الماضي ومستقبلها الذي نعيش نحن فيه كحاضر، ثمرة من اتعابهم ومن جهودهم، نحيي ذكراهم اليوم ايضاً ونطلب لهم السعادة الأبدية، أما الذين يتابعون الرسالة فاننا ننحني كما قلت أمام تكرّسهم وعطائهم اللامحدود في زمن صعب، لأن الإنسان الذي يعطي في زمن السهولة هو انسان عطاؤه اسهل بكثير، اما العطاء في الزمن الصعب فهو العطاء الحقيقي، العطاء من الحاجة الكبيرة التي تلمّ بنا من الداخل واحياناً تفقدنا سلام القلب وسلام الفكر ونعيش في قلق على الحاضر وعلى المصير، وهذا هو شعور كل اللبنانيين اليوم الذين لربما اكتشفوا، المسيحيون بنوع خاص ، ان قوتهم تأتي من العلاء من الله، لم يبقَ احد على الأرض يستحق ولاءنا سوى يسوع المسيح وقلبه الطاهر وقلب مريم الطاهر، لذلك نحن اليوم نلتجئ الى القلبين في هذه المدينة التي كرّمت هذين القلبين على مدى أجيال في مدرسة خرّجت لزحلة والمجتمع والعالم أجيالاً من الأدمغة التي لا تثمّن وقدّمتهم للعالم مما جعل العالم افضل، وقبل القداس تحدثت مع الأم سلوى فقالت لي ان رسالتهن تتركز قبل كل شيء، وفوق كل شيء على خدمة الإنسان والإهتمام به ورفع شأنه، وهذا ما جعلني افكر كم ان الإنسان محترم ومقدّر ومخدوم في لبنان.”
وأضاف” مع الأسف الإنسان خسر الكتير ممن أولوا الإهتمام به وأصبح في بعض الأمكنة والظروف ارخص الأشياء. والإنسان اذا ما اغتنى بحضور الله في حياته يبقى الأفقر في هذا الوجود، هذا هو الإنسان، لا شيء يرفعه الى مستوى الكرامة المعطاة له مجاناً من الله الا ايمانه والتزامه ومحبته للرب، واليوم اكتشف المسيحيون في لبنان أن لا ملجأ لهم سوى قلب يسوع الطاهر وقلب مريم، القلبين الأقدسين، لذلك اذا شاهدنا المتضررين من ايماننا ملتزمين يحاولون ان يدمروا التزامنا، واذا رأونا مؤمنين يحاولون دوماً ان يقللوا من ايماننا، ان يشككوا ويرموننا في الشك، اذا لاحظ هؤلاء اننا كرّسنا ذواتنا للمسيح يرفضوننا اكثر فأكثر ويرفضون المسيح معنا، وهذا ما يقوم به المسيحيون في لبنان، يركضون وراء حقوقهم وحقوقهم تركض أمامهم، وهم احياناً يفتكون ببعضهم البعض ، هذه الأقلية المهددة تقتك ببعضها البعض، لذلك ادعوكم اليوم بصرخة من القلبين، قلب يسوع وقلب مريم، وأقول ” احبوا بعضكم البعض” كما طلب منا يسوع وأوصانا. ان نحب بعضنا وندعم بعضنا، نساند بعضنا، نعضد بعضنا، وهذه القيم ليست غريبة عن زحلة، وهذا ما نلمسه في هذا الظرف الصعب، اناس تتعاضد، تتكاتف ، تتساند وتمد يد العون لبعضها البعض.”
وختم المطران ابراهيم ” اشكركم اليوم لدعوتي كي اكون معكم وأتمنى ان يُعاد هذا العيد على الكنيسة وعلى هذه المؤسسة التربوية الغالية لسنين طويلة، لمزيد من العطاء ومزيد من الخريجين والخريجات الذين يغيّرون وجه العالم من على كرسي الدراسة ، وادعو الطلاب الحاضرين معنا ان يؤمنوا بذاتهم، يؤمنوا بالله وبمقدراتهم وبالمواهب التي منحهم اياه الله ، لأنهم اذا نظروا الى انفسهم نظرة دونية، وكلما انحنوا في نظرتهم الى ذاتهم ورأوها دون المستوى، كلما ابتعدوا عن النجاح وكلما ابتعد النجاح عنهم. واتوجه الى الأهالي لأقول: ارفعوا من قيمة اولادكم من خلال احترام الأبناء وتفهمهم، استيعابهم ومحبتهم من دون شروط.
اسأل الرب ان يبارك عمل الراهبات وكل الحاضرين، وان يعطيكم الفرح الداخلي وسلام القلب والفكر آمين.”
في نهاية القداس بارك المطران ابراهيم القرابين وأقيم تطواف بأيقونة قلب يسوع في الشوارع المحيطة بالكنيسة حيث اقام المؤمنون الصمدات وتباركوا من الأيقونة.