الشيخة هند آل ثاني :المواطنة الحقيقية لا تستوجب العيش على أرض الوطن، لكنها تستوجب أن يعيش الوطن فينا
يُقال إن معايير خدمة المرء لبلده تتجسد بالكفاءة والشجاعة والاستعداد للخدمة، كل حسب استطاعته. فالمواطنة الحقيقية لا تستوجب العيش على أرض الوطن، لكنها تستوجب أن يعيش الوطن فينا وأن نحمل همومه معنا أينما انتهى بنا المطاف على هذه الأرض.. هذه باختصار فلسفة الشيخة هند آل الثاني.. المواطنة القطرية من جذور لبنانية التي قامت بمُبادرة وطنية مُشرّفة من خلال التبّرع لإضاءة قصر العدل في بعبداm بالطاقة الشمسية بهدف تحسين ظروف العمل في قصور العدل في لبنان. هذه الخطوة تحمل رمزية كبيرة لأن العدالة هي ضمير البشرية أجمع، ولأنها الوسيلة الوحيدة التي يُقطع بها الظلم والفساد من جذورهما.. فبِالعدل وحده ثبات الأشياء، وحُسن التدبير وفعل الخير..
وبعد قصر العدل في بعبدا، ها هي الشيخة هند تواصل مسيرة الدعم لوطنها الأم لبنان بالتبرع مُجددا لإضاءة قصر العدل في مدينة صيدا الجنوبية، في خطوة تُثبت مدى التزامها بمساعدة لبنان الذي يمر في ظروف اقتصادية ومعيشية هي الأقصى في تاريخه الحديث.
المُلفت في الأمر أن هذه السيدة هي في الأساس من أبرز الوجوه الإعلامية التي صدّرها لبنان للعالم، وهو البلد الرائد في مجال الإعلام عربيا. فقبل أن تنال لقب الشيخة هند آل ثاني بعد زواجها من سمّو الشيخ خالد بن جاسم بن محمد آل ثاني، من العائلةالحاكمة في قطر، كانت هي هند مجذوب ابنة الفنان اللبناني القدير عبد المجيد مجذوب التي دخلت الإعلام من أوسع أبوابه وأصبحت نجمة كبيرة في مجال تقديم الأخبار وعُرفت إعلاميا باسم تينا مجذوب، (واسم تينا كان كنيتها منذ الطفولة.)
حققت تينا مجذوب شهرة واسعة كواحدة من أهم مذيعات الأخبار والصحفيات السياسيات في العالم العربي على شاشة أول فضائية عربية انطلقت من لندن، وهي “أم بي سي” mbc. منذ أول ظهور لها، برزت موهبتها الاستثنائية في نقل الخبر ومحاورة كبار الشخصيات السياسية من حول العالم. لفتت الأنظار إليها ليس فقط بجمالها الذي كان بمثابة تذكرة عبور إلى قلوب كل الجماهير العربية، ولكن أيضا بحضورها الوقور وجاذبيتها القصوى أمام الكاميرا، وقدرتها على تحليل ونقل الخبر بأسلوب شديد العمق والاحتراف.
أربعة سنوات قضتها تينا مجذوب في العمل الصحفي والإعلامي التلفزيوني كانت كفيلة بترك بصمة راسخة في ذاكرة الجمهور العربي. خلال مشوارها الإعلامي، لم تكتف فقط بالظهور على شاشة التلفزيون، بل كانت تُدعى لتقديم العديد من الفعاليات والمهرجانات الثقافية والتنموية في كافة أقطاب الوطن العربي. كما حققت نجاحا كبيرا في العمل الإذاعي قبل ظهورها على الشاشة، حيث قدمت العديد من البرامج الثقافية والترفيهية المتنوعة، باللغتين الإنكليزية والعربية.
واليوم، يعود اسم تينا مجذوب ليبرز بعباءة الشيخة هند، لكنها هذه المرة هي الخبر وليست من ينقله إلى الجماهير.. فمن خلال سعيها الدؤوب لتقديم المساعدات اللوجستية والإنسانية عبر أعمالها الخيرية والتطوعية، تواصل نجمة الإعلام السابقة مسيرة النجاح اليوم عبر القيام بمبادرات قيّمة تستحق الإضاءة عليها، لتكون بمثابة مصدر إلهام لكل قادر على فعل الخير في عالم بأمّس الحاجة إلى أفراد مُلتزمين أخلاقيا بالنهوض بأوطانهم والمُساهمة في تحسين ظروف الناس المعيشية في العالم.
يجدر الذكر أنه انتهت في شهر أيار/مايو المنصرم أعمال تركيب ألواح الطاقة الشمسية والامدادات المُتعلّقة بها والتابلو وغيرها في قصر العدل في صيدا.
وقبل ذلك، كان قد تم مشروع إضاءة قصر العدل في بعبدا، في شهر شباط/فبراير الماضي، عبر توفير كل الإمكانات اللازمة لإمداده بالكهرباء من خلال تركيب ألواح الطاقة الشمسية التي كانت كفيلة بإنارة مبنى قصر العدل بأكمله، حيث استفادت غرفة النقابة من ذلك أيضا، وتم إضاءة قسم كبير من المحكمة وعدة غرف أخرى.
وفي هذا الصدد، قام نقيب المحاميين في بيروت ناضر كسبار بزيارة إلى محكمة بعبدا يرافقه عدد من أعضاء مجلس النقابة، بعد أن أعربت الشيخة هند عبر موّكليها في لبنان المحاميين وجدي وسهى الأسعد عن نيّتها التبّرع لهذا المشروع ومشاريع أخرى في عدة محاكم وقصور عدل على امتداد الأراضي اللبنانية، فوجّه لها النقيب كسبار رسالة الشكر التالية:
“جانب سمو الشيخة هند عبد المجيد مجذوب آل ثاني الموّقرة..
بعد التحية،
إن نقابة المحامين في بيروت تشكر مبادرتكم الثمينة والقيّمة بالتبّرع من أجل تركيب ألواح الطاقة الشمسية والتمديدات المتعلقة بها، لإنارة دار النقابة والمحكمة في بعبدا.. شاكرين مُساهمتكم ومُتمنّين المتابعة في العطاء من أجل إنارة أكبر عدد من دور النقابة والمحاكم في المناطق، إسوة بمحكمة بعبدا”.
يُذكر بأن وزارة العدل ونقابة المحامين وعدة جهات رسمية أخرى في لبنان بصدد التحضير لحفل تكريم للشيخة هند عبد المجيد مجذوب آل ثاني، تقديرا لجهودها الثمينة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والقيام بإصلاحات هيكلية ضرورية في مختلف مؤسسات الدولة في لبنان.