د. ابو هولي: حق العودة غير قابل للنسيان وشعبنا بات أقرب إليه والمجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته لرفع الظلم التاريخي عنه
أحيا آلاف المواطنين، الذكرى الخامسة والسبعين لنكبة فلسطين، بمهرجان مركزي وسط مدينة رام الله.
واحتشد المواطنون أمام ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات، حيث شارك الموظفون وطلبة المدارس والجامعات، وانطلقوا بمسيرة باتجاه ميدان المنارة وسط مدينة رام الله.
ورفعت لافتات تحمل أسماء القرى والبلدان والمدن المهجرة، ولافتات تؤكد على حق العودة، بينما رفعت أعلام فلسطين ورايات سوداء عليها شعار العودة.
كما شاركت فرق كشفية وفنية بالمهرجان، وتوقفت الحركة مدة 75 ثانية بعدد سنوات النكبة، بالتزامن مع إطلاق صافرة الحداد عبر المساجد والإذاعات المحلية، ودق أجراس الكنائس.
وشارك في المسيرة والمهرجان التي نظمت من قبل اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة: أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة “فتح”، وأعضاء من المجلس الثوري للحركة، وفصائل العمل الوطني، وعدد من الوزراء، وممثلين عن المؤسسات الرسمية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني.
وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول في كلمة الحركة، أن حلم الوحدة الوطنية مسألة لا يمكن أن اليأس من السعي إليها، مشيراً إلى أنه في الاجتماع الأخير للجنة المركزية لحركة فتح وبالتوافق مع الرئيس محمود عباس أكدنا أن الوحدة الوطنية سيكون لها الأولوية، وسيتم إعادة إحياء الجهود من أجل ذلك.
وأردف العالول:” لا يمكن أن يستمر الواقع كما هو، نحن بحث عن الوحدة من أجل الانتصار، لا يجوز أن نسمح للاحتلال أن يستفرد بفصيل، أو بمدينة، فالكل الفلسطيني موحد في وجه تناقضه الأساسي مع الاحتلال”.
وشدد على أن المسيرة مستمرة، وفي سبيل ذلك فإن الشعب الفلسطيني مستعد لدفع الثمن باهظاً، وسيبقى وفياً لدماء الشهداء وتضحيات الأسرى، لافتاً إلى أنه في سبيل ذلك لن يقبل شعبنا بأقل من حريته واستقلاله، وحقوقه كاملة غير منقوصة.
وتابع: ” نعيش منذ 75 عاماً في ألم وحزن من معاناة التشرد في كل أصقاع الأرض، يعيش هذا الشعب الفلسطيني الألم، وبعد كل هذه السنوات تأتي الأمم المتحدة لتعترف بالنكبة، هل يعقل ذلك بعد 75 عاما أن تعترف بالنكبة؟، نحن لا نحيي ذكرى النبكة من أجل احياءها نحني نحييها من أجل تصويبها من أجل إنهاء آثاراها، لتكون آثار الجريمة ماثلة أمام العالم، ليستمر النضال من أجل تصويب ذلك”.
وأضاف العالول: “من أجل ذلك ولافشال مقولتهم أن الأطفال يموتون والكبار ينسون، فإننا نعيد التأكيد على الرواية ونعيد تسليط الضوء على الحقيقة على حقيقة الرواية حتى تبقى تتناقلها الأجيال، .
وقال: “المذابح ليست مقتصرة على عام 1948، فهي مستمرة ولم تتوقف، وما حدث في غزة الأسبوع الماضي ماثل امامنا، والطائرات تقصف البيوت التي فيها النساء والأطفال، وما حصل في مخيم عسكر فجر اليوم، وأمس في جنين وأول أمس في نابلس، وما يحصل في القدس ورام الله ومسافر يطا، ومن مذابح أصبح واضحا، واعتقد أنه اصبح مدركا تماما أن المقصود محاولة منهم لحسم الصراع من خلال حسمه بالقوة، بالطيران، بالقتل بالرعب، واعتقد أن هذا غير ممكن أبدا، وما يقوموا به عبث، وهذا الشعب الفلسطيني الذي حين يرتقي منه شهيدا يتسابق الشباب من أجل الاستشهاد والدفاع عن هذا الوطن، لأنه لم يعد لنا خيار، لم يتركوا لنا خيار ابدا سوى المقاومة، والصمود في وجه مخططاتهم”.
أبو هولي: حق العودة غير قابل للنسيان
من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، إن حق العودة طال انتظاره، ولكن شعبنا بات أقرب إليه بتمسكه به، وهذا الحشد يؤكد أن حق العودة غير قابل للنسيان، رغم الألم والوجع الممتدين على مدار سبعة عقود ونصف.
واشار إلى أن الرئيس محمود عباس يقف اليوم على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تحيي لأول مرة ذكرى النكبة، اعترافا بالمأساة التي حلت بشعبنا، سيلقي خطابا يوصل خلاله صوت شعبنا ويطالب بحقوقه الشرعية، ويؤكد للعالم أن النكبة أصل الرواية، وأن العودة حق لا تنازل عنه، وأنه لا استقرار في العالم ما دام الاحتلال ينتهك المقدسات، وجميع الأراضي الفلسطينية.
وقال: ” خمسة وسبعون عاماً وجرح المأساة ما زال مفتوحاً على مصراعيه على مسمع ومرأى من العالم الذي يقف عاجزاً أمام تنفيذ قراراته ونصرة شعبنا ،ورفع الظلم التاريخي عنه”
وأكد أبو هولي أن منظمة التحرير ستبقى الجدار المنيع، الذي سيحمي حقوق اللاجئين، وتعزز صمودهم، فهم على سلم أولوياتها.
وتابع، أن جرح شعبنا ما زال مفتوحا منذ 75 عاما، والكفاح والصمود مستمران، ولن يتمكن الاحتلال من إقصاء الرواية الفلسطينية .
وأكد بان الاحتلال الاسرائيلي لم يتمكن من كسر إرادة شعبنا الفلسطيني، وطمس هويته الوطنية، لا بالتشريد والتهجير ولا بالمجازر والفصل العنصري ولا بتزوير التاريخ، وسيواصل شعبنا خوض معركة الصمود والبقاء التي ما زالت تروى بالدم التي سطر فيها أسمى آيات الصمود والثبات وأثبت فيها بأنه متمسك بوطنه، وبمفاتيح عودته وبتاريخه وتراثه وهويته .
وأشار الى ان الاونروا ستبقى قائمة في تقديم خدماتها الى حين إيجاد حل سياسي لقضية اللاجئين يقضي بعودتهم الى ديارهم طبقا للقرار 194، باعتبار أن إنشاء الأونروا جاء تجسيداً للالتزام الدولي تجاه قضية اللاجئين بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 302مؤكداً بان منظمة التحرير الفلسطينية لن نسمح لأية جهة بالعبث بهذه المؤسسة الأممية أو التدخل في عمل برامجها والتلاعب بتفويضها .
وتوجه د. ابو هولي إلى الأمة العربية لتحمل مسئولياتها التاريخية والقومية تجاه شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية التي لازالت تمثل القضية المركزية للأمة العربية والعمل على تعزيز الدور العربي والإسلامي في هذه المرحلة التاريخية الماثلة أمام الشعب الفلسطيني والأمة العربية
وطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف العدوان وتوفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني وتنفيذ قراراته وخاصة القراران 181 و 194 اللذين يعطيان لشعبنا حقه في العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
غنام: متمسكون بالأرض ونحن أصحاب الحق
وقالت محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام في كلمتها خلال المهرجان، “سنبقى متشبثين ومتمسكين بالأرض رغم كل المؤامرات التي ستفشل كما فشلت سابقاتها، فنحن أصحاب الحق، والاحتلال إلى زوال”.وشددت غنام على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية حتى يصل صوتنا إلى العالم أجمع”.
بركة: حق العودة لن يسقط ولن نتنازل عنه
وقال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية داخل أراضي الـ48 محمد بركة، إننا لسنا مجرد أرقام بل شهودًا على هوية الوطن ومسميات المكان، التي حاولت اسرائيل اغتيالها، وشهودًا على محاولات تغريب المكان وصهينته، موجهًا رسالة لأبناء شعبنا اللاجئين بأنهم عائدون حتما، فهم أصحاب البلاد.
وأشار بركة إلى أن حق العودة لن يسقط، ولن نتنازل عنه، وهذا الاحتفال هو للم شمل الأرض بأهلها الغائبين الذين انقطعوا عن أهلهم وأرضهم، من خلال مرجعية واحدة تجمع وتضم الجميع، وهي منظمة التحرير الفلسطينية العنوان الوطني لأبناء شعبنا.
وتطرق بركة إلى محاولة “الكنيست” الاسرائيلية لحظر لجنة المتابعة قانونيًا، مشددًا على أن اللجنة ليست بحاجة لاقتراحاتهم وستبقى جسما يمثل أبناء شعبنا وينقل همومهم ومشكلاتهم وقضاياهم.