منظمة الصحة العالمية تحتفل بيوم الصحة العالمي و75 عامًا من تحسين الصحة العامة في لبنان
احتفلت منظمة الصحة العالمية في لبنان بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها ويوم الصحة العالمي (7 أبريل)، باعتبارهما منارة للأمل والقدرة على الصمود والتقدم في النهوض بالصحة العامة والجهود الإنسانية في البلاد.
وأقامت المنظمة الاحتفال في قصر اليونسكو في بيروت برعاية كريمة وحضور معالي وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض، والدكتور عبد الناصر أبو بكر، ممثل المنظمة في لبنان، والسيد عمران رضا، المنسق المقيم للأمم المتحدة، والسفير الألماني ،السيد أندرياس كيندل ، ومشاركة لفيف من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية.
وبدأ الحفل بعرض فيلم وثائقي قصير عن تاريخ منظمة الصحة العالمية منذ إنشائها في لبنان.
ويسلط الفيلم الوثائقي الضوءَ على أبرز المحطات التي شاركت فيها المنظمة بفاعلية في الأزمات التي وقعت في سنوات ما قبل الحرب الأهلية، وخلال الحرب والتداعيات التي سببتها، حتى يومنا هذا، وما شهدته خلال أوقات الطوارئ والأوبئة.
وفي كلمة مُسجَّلة سلفًا بمناسبة يوم الصحة العالمي ( 7 أبريل)، قال دولة رئيس الوزراء السيد نجيب ميقاتي: “نشكر منظمة الصحة العالمية على دعمها المستمر للقضايا الصحية في لبنان، ودعمها الدؤوب من خلال التعاون المتواصل مع وزارة الصحة. ونحن على ثقة بأن الاستراتيجية الوطنية لقطاع الصحةالتي أطلقناها في مطلع هذا العام، ستُسهِم في إعادة هيكلة النظام الصحي، ليصبح أكثر إنصافًا وتكاملًا وفاعلية في ضمان وصول الجميع إلى الرعاية الصحية ذات الجودة العالية التي تركز على الأفراد. “
وفي كلمته الافتتاحية خلال الحفل، رحَّب الدكتور عبد الناصر أبو بكر بالحضور وكبار الشخصيات، وأشاد بالجهود الجماعية التي تبذلها المنظمة، وأهم الإنجازات التي حققتها بوصفها لاعبًا رئيسيًّا في مجال الصحة العالمية عبر عقود.
حيث ذكر الدكتور أبو بكر أن: “منظمة الصحة العالمية وشركاءها يعملون على جبهات متعددة لتنفيذ برامج علمية وميدانية التي ستغير وجه العالم اليوم. ونستطيع بالجهد المشترك والمستمر وحده تحقيقَ الصحة للجميع، وتجديد الدوافع صوب تحقيق العدالة الصحية. إلى جانب الإعراب عن التزامنا بتحسين الصحة والعافية لدى الشعب اللبناني، فإننا ممتنون لهذا الدعم الثابت من شركائنا، وسنظل ملتزمين بالعمل معًا حتى يكون لبنان أوفر صحة وأكثر قدرة على الصمود، ونشكر الجميع -الحكومة، ووزارة الصحة العامة، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، والجهات المانحة- على دعمها الراسخ في النهوض بالصحة العامة في لبنان.”
وقال سعادة السفير الألماني في لبنان السيد أندرياس كيندل: “لقد زادت منظمة الصحة العالمية من متوسط العمر المتوقع ونوعية الحياة حيث نجحت في تحسين الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي ، وخفض الملاريا ، والسل ، وشلل الأطفال ، في مكافحة الإيبولا و كوفيد-19 وغير ذلك الكثير. لا يوجد بلد لم يعتمد في وقت ما من تاريخه على دعم ومعرفة منظمة الصحة العالمية. لبنان ليس استثناءً وحقق أرباحًا هائلة مثلاً خلال تفشي الكوليرا الأخير وعندما المنظمة العالمية في توفير الوصول إلى الخدمات والحماية من كوفيد-19. أثناء مواجهة الأزمات الجديدة والقديمة ، تظل منظمة الصحة العالمية ملتزمة بالمساهمة في جدول أعمال الأمم المتحدة لعام 2030 ولا سيما في الهدف رقم 3 من أهداف التنمية المستدامة: الصحة والرفاه للجميع. بينما نجتمع في يوم الصحة العالمي ، يظل وعد الصحة للجميع غير محقَّق وهناك الكثير الذي يتعين القيام به للوفاء بأجندة 2030 وعدم ترك أي شخص يتخلف عن الركب. “
وقال معالي وزير الصحة العامة في لبنان، الدكتور فراس الأبيض:” ها نحن بعد خمسة وسبعين عاماً من انشاء منظمة الصحة العالمية، نحتفل بمناسبة يوم الصحة العالمي تحت مظلة الصحة للجميع وكحق أساسي من حقوق الإنسان لكن لا يزال هناك تحديات هائلة تواجه تأمين الصحة للجميع فإن تكاثر الأزمات محليا وعالميا يحد من الموارد المتوفرة لقطاع الصحة ويسهل من عملية انتشار الأوبئة ويعف من الاستعداد لمواجهتها كما أن خدمات الرعاية الأولية المحدودة في البلدان ذات الدخل المنخفض تساعد على زيادة أعداد المصابين بالأمراض الغير معدية مما يزيد العبء على القطاع الصحي ويستهلك من موارد الدولة. ويزيد هذه المشاكل تغير المناخ وأثره السلبي على المؤسسات الصحية. كل ذلك لا يساعد على الوصول إلى تحقيق المساواة في التقديمات الصحية أو الوصول إلى الهدف المنشود الصحة للجميع. “
وقال السيد عمران رضا ، المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان:
“الصحة هي جوهر أهداف التنمية المستدامة (أهداف التنمية المستدامة)، وعنصر جوهري في أي تنمية. الصحة للجميع تسلط الضوء على التزام الأمم المتحدة بالإنصاف وتعدالتغطية الصحية الشاملة هدف عالمي مشترك تستثمر فيه جميع وكالات الأمم المتحدة والشركاء العالميين الموارد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بهدف الوصول إليه بحلول عام 2030. “
وخلال الاحتفال، رشَّحت المنظمة البروفيسور جاك مخباط ليكون «نصير الصحة» هذا العام، للترويج لحملة الذكرى الخامسة والسبعين على تأسيس المنظمة، التي ستنطلق من 1 كانون الثاني/ يناير 2023 وتستمر حتى 7 نيسان/ أبريل 2024. والدكتور مخباط أكاديمي معروف، وشخصية تحظى بالثقة في مجال الصحة العامة حيث مثَّل لبنان في العديد من لجان منظمة الصحة العالمية على مستوى الإقليم والمقر الرئيسي.
ولم يبخل الدكتور مخباط مطلقًا لا بوقته أو خبرته لدعم وزارة الصحة العامة بشأن معالجة الفاشيات والأمراض السارية في البلاد. وهو شخصية عامة مرموقة، ومستعد دائمًا لتقديم المعلومات الصحية عبر وسائل الإعلام في أوقات الطوارئ.
ومنذ إنشائها في لبنان عام 1951، قادت منظمة الصحة العالمية الجهود الرامية إلى تعزيز الصحة، والوقاية من الأمراض، والاستجابة للطوارئ، إلى جانب التحديات المستمرة التي يواجهها لبنان. وتدعم المنظمة بفاعلية الاستجابة الصحية الوطنية للوقاية من التهديدات الصحية والكشف عنها والاستجابة لها، وتقدم الإرشادات التقنية، وتوفر الإمدادات الطبية الحيوية في لبنان. وقد اعتمدت المنظمة نهج الصحة الواحدة الذي ستواصل من خلاله بناء نظم صحية أقوى، وتعزيز العدالة الصحية، والاستجابة بسرعة وفاعلية للطوارئ الصحية.