بو عاصي: للرئيس بري 5 اوجه يوظفها لمصلحة "امل" و"التنمية والتحرير"
أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن التفاهم السعودي – الايراني برعاية صينية أكثر من لقاء وأقل من إتفاق ولم يربك “القوات اللبنانية”، مشككاً بأنه سيريح لبنان لأن هناك مشروعا إستراتيجيا يتمثل بإستثمار إيران منذ 40 سنة بـ”حزب الله” ويستبعد أن تطلب منه الإنكفاء. وفيما جزم بأن “القوات اللبنانية” لا تؤيد ولن تريد وصول رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، إعتبر أن تهليل البعض لإعتباره ان اتفاق السعودية وايران سيؤدي الى وصول فرنجية أمر مبالغ به.
شكل وتوقيت ومضمون إتفاق السعودية وإيران
وفي مقابلة عبر “صوت كل لبنان”، شرح بو عاصي المشهد المرافق لهذا الاتفاق قائلاً: “شهدنا تموضعين في مسألة الإتفاق السعودي – الايراني: التموضع الاول عكسه “حزب الله” الذي سارع الى التهنئة والترحيب به وذلك فقط لأن إيران شريك فيه. فأمس كان “الحزب” يتهجم على المملكة ويتهمها بدعم الارهاب والتطرف السني ويعتبر أن آل سعود دمّروا المنطقة بالشراكة مع اميركا وإسرائيل فـ “شو عدا ما بدا” اليوم؟ ضَربَ “الحزب” العلاقات الخليجية – اللبنانية منذ حكومة “القمصان السود” عام 2011 “لعيون إيران” وتسبب بكل ما تبعها من تدمير اقتصادي وكبّد اللبنانيين ثمناً كبيراً حتى اليوم. لكن بمجرد أن اقدمت إيران على خطوة الى الامام مع السعودية، سارع “الحزب” الى القيام بعشر خطوات الى الوراء متراجعاً عن هجومه الدائم على المملكة. لقد تأخّر، بعدما دمّر ودفّع الشعب اللبناني ثمناً هائلاً. أما التموضع الثاني، فيتمثل بمقاربة “القوات اللبنانية” التي اعتبرت انه اتفاق بين دولتين إقليميتين وليس المطلوب التهنئة أو الذم بل يجب مراقبة نتائج هذا الاتفاق”.
تابع: “يجب ان نتوقف عند: اولاً، الشكل أي الرعاية الصينية. ثانياً، التوقيت وهو غامض بالنسبة لي على الاقل، لماذا الآن؟ لكن الواضح والأكيد ان مدخل التوقيت ليس لبنان. ثالثاً، مضمون الاتفاق. لقد نص على إعادة فتح السفارات، لكن ما يعني دول العالم – والسعودية بالاخص – والذي لم يُذكر في الاتفاق هو ملفات البرنامج النووي، الصواريخ البالستية وأذرع إيران في المنطقة. فهل ستتخلى ايران عن الحشد الشعبي في العراق؟ عن الحوثيين في اليمن؟ وعن وجودها في سوريا الذي يسمح لها بالتمدد إقليمياً؟ وعن “حزب الله” في لبنان وهي من خلاله على الحدود مع إسرائيل؟ فلننتظر التطبيق”.
خمسة أوجه للرئيس بري
بو عاصي، ورداً على سؤال عن رفض “القوات” للحوار الذي دعا اليه بري وما مدى إمكان تجاوبها اليوم مع اي طلب سعودي للذهاب الى الحوار، أجاب: “ماضينا كقوات لبنانية يدل على حاضرنا ومستقبلنا. لا نتصرف ولا نتموضع ولا نأخذ موقفاً الا انطلاقاً من رؤيتنا للمصلحة الوطنية بغض النظر عن علاقاتنا مع اصدقائنا في دول العالم الذين نتبادل وإياهم الاراء ولكن لا نتأثر بهم. أما في موضوع الحوار، فهذه بدعة تاريخية وإلا لماذا يوجد مجلس النواب؟ من يدعو للحوار هما “أمل” و”الحزب”. نعطل إنتخاب الرئيس ونعطل مجلس النواب وندعوك الى الحوار اي “شرّف على الحوار والمسدس مصوب على رأسك”!!!”.
تابع: “يجب ان نكسر المحرمات ونقول الامور كما هي. الرئيس بري له 5 أوجه: مواطن لبناني، رئيس حركة أمل، نائب في البرلمان، رئيس كتلة التنمية والتحرير ورئيس مجلس النواب. أداؤه اليوم يدل على اعطائه الأولوية لكتلته ولحركة امل وعلى ضرب عمق العملية الديمقراطية عبر التصويت وتهنئة الفائز. فلا احد يحق له شل العمل الديمقراطي والاطاحة بالدستور عبر تعطيل النصاب وتطيير جلسات الانتخاب أياً كانت صفته أكان الرئيس بري أو غيره. كيف افاوض الفريق الاخر والتجربة غير مشجعة معه؟ إتفاق الدوحة – الاهم منذ اتفاق الطائف – الذي تحفظنا عليه كـ”قوات” خير مثال حيث أطاحوا به عبر “القمصان السود” في كانون الثاني 2011″.
سنلعب معهم الملاكمة
بو عاصي سارع الى توضيح مسألة إنتقاده تعطيل محور الممانعة النصاب وإمكان لجوء المعارضة الى هذه الخطوة اليوم، قائلاً: “منذ 5 اشهر يريدوننا ان نلعب لعبة شطرنج فيما هم يلعبون الملاكمة بوجهنا… اعطيناهم فرصة ٥ أشهر ويمنعون علينا تحريك حتى “بيدق”… فماذا تبقى من الديمقراطية؟ بالطبع لن نستمر بلعب الشطرنج فيما هم يلاكموننا، لذا سنلعب معهم الملاكمة فهذا أفضل من تكرار تجربة الدوحة”.
أضاف: “موقفنا المبدئي هو لا لرعاية دولية في ملف الرئاسة وهو موضوع داخلي وتجارب الرعاية لم تنجح. اتفاق الطائف لم ينجح عمليا ولم يطبق. لا نؤيد سليمان فرنجية على الإطلاق للرئاسة ولن نعيد التجربتين الفاشلتين مع اتفاق الدوحة وإعلان النوايا بين القوات اللبنانية و التيار الوطني الحر”.
كما شدد على ان هناك أزمة ثقة وازمة استراتيجية هي سلاح حزب الله، مضيفاً: “لا امكانية لضبط الحدود بسبب الحزب ولا إمكانية لإصلاح مالي وإقتصادي في ظل الحدود السائبة. كذلك إطاحة “حزب الله” بالعلاقة مع الخليج العربي بالشراكة مع جبران باسيل حين كان وزير خارجية. هناك نقاط أخرى وأمثلة كثيرة، فكيف لنا أن نربط نزاعاً مع الحزب؟!”.
أضاف: “الرئيس نبيه بري لا يعاكس إرادة حزب الله. نحن حريصون على الانفتاح ولكن مصرون على أن يكون الموضوع الرئاسي لبناني لبناني”.
حزب الله يسعى لتثبيت الدولة العقيمة
رداً على سؤال عن ان “القوات منذ الطائف حتى اليوم تدفع ثمن قيام تسويات وهي تكون خارجها، أفلا يجب عليها إعادة قراءة الامور بطريقة مختلفة؟”، اجاب بو عاصي: “أولاً، هذا المنطق يستقيم لو ان “القوات” تسعى لمصلحة ذاتية إنما لا يصح لأننا نسعى لمصلحة الوطن. شرف لنا أن نبقى على ثوابتنا وندافع عنها حتى لو إقتضى الامر اعتقالنا وإقصاءنا. هذا ما اعيبه اليوم على الرئيس بري، فهو يبدّي مصلحة حركة “امل” على المصلحة الوطنية. للاسف حوّلوا مجلس النواب الى أداة لخدمة الثنائي الشيعي والمستفيد من ذلك عبر شل العملية الديمقراطية هو التيار الوطني الحر. ثانياً، التهديد لا ينفع معنا ولا يدفعنا الى التراجع، ففي dna “القوات” انه متى تمّ تهديدها تستشرس بالهجوم عوض الاستسلام”.
أضاف: “هدفنا استمرار لبنان في المدى البعيد وليس بشكل آني وخدمة الشعب الحالي والشعب المستدام. نحن مقتنعون ان الدولة اللبنانية هي قارب الانقاذ لكل اللبنانيين من دون إستثناء. نحن نسعى لتثبيت الدولة العميقة (أي الدولة المتجذرة ولا اعني الدولة العسكريتارية أو الفاسدة) بينما حزب الله يسعى لتثبيت الدولة العقيمة التي تؤدي إلى انهيار المجتمعات. الدولة ليست ترف وتدميرها الممنهج وفق منطق تثبيت الدولة العقيمة يهدد الكيان اللبناني وكل لبناني”.
ختم بو عاصي: “رغم الضغط وخوف بكركي على لبنان وشعبه والمؤسسات – وهي محقة – فأنا اتخوف ان تنغمس باللعبة السياسية وتنخدش صورتها. اخاف على بكركي ولا أخاف من بكركي. إن طرح لائحة من ١١ اسما قد يكرر ما جرى حين قدمت بكركي سابقا لائحة بـ ٣ اسماء ولم يؤخذ فيها”.