تخريج دورة لعناصر من وحدة الدرك، بحضور نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون مكتب إنفاذ القانون ومكافحة المخدرات
أقيم بتاريخ 17-02-2023 في ثكنة الرائد المهندس الشهيد وسام عيد / معهد قوى الامن الداخلي- عرمون حفل تخريج رتباء وأفراد كانوا قد تابعوا دورة “تدريب مستمر لعناصرِ الفصائلِ الإقليميّةِ في وحدةِ الدّركِ الإقليمي” وذلك ضمن إطارِ برنامجِ احترافِ الشّرطةِ الموسّعِ “EP2”.
جرى الحفل بحضور قائد معهد قوى الامن الداخلي وكالة العميد الركن معين شحادة ممثلاً المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، قائد وحدة الدرك الإقليمي العميد مروان سليلاتي، نائب مساعد وزير الخارجيّة الأميركيّة لمكتب الشؤون الدوليّة لمكافحة المخدّرات وإنفاذ القانون (INL) السيّد توبين برادلي Tobin Bradley، ووفد مرافق من السفارة الأميركيّة في بيروت، وعدد من الضبّاط والمدعوين.
بدأ الحفل بالنشيدين اللبناني والأميركي، ثمّ ألقى الرائد حمزه حيدر أحمد رئيس فرع التدريب في المعهد كلمة ترحيبيّة، وعُرض فيديو تفصيلي عن معهد قوى الأمن في عرمون ومراحل تطوّره.
ثمّ ألقى قائد المعهد وكالة العميد الركن شحادة، كلمة جاء فيها:
يُسعِدني بمناسبةِ تخريجِ الدّفعةِ الخامسة والعشرينَ من دورةِ “تدريب مستمر لعناصرِ الفصائلِ الإقليميّةِ في وحدةِ الدّركِ الإقليمي EP2″، أن أرحّبَ بكم جميعًا في رحابِ معهدِ قوى الأمنِ الدّاخلي الذي وضعَ نُصْبَ عينيهِ أهدافًا علميّةً وأمنيّةً واضحةَ المعالمِ، ولم تثْنهِ الصعابُ عن المضي قُدمَا في مسيرةِ التطوّرِ والإبداعِ والاحتراف. إنّ إيمانَنا أنَّ مدَّ جسورِ الثقةِ المتبادلةِ بين المواطنينَ ورجالِ الشرطةِ، وترسيخَ مفهومِ الشرطةِ المجتمعيّةِ كأنموذجٍ أمنيٍّ حضاريٍّ، لهو الغايةُ المنشودةُ التي نعملُ جاهدينَ على تفعيلِها، ولاسيّما في ظلِّ التحدّياتِ الأمنيّةِ الراهنة. ففي إطارِ برنامجِ احترافِ الشّرطةِ الموسّعِ EP2، وبالتّعاونِ مع السّفارةِ الأمريكية في بيروتَ، وانطلاقًا من حرصِ مؤسّسةِ قوى الأمنِ الدّاخلي على تطويرِ قدراتِ عناصرِها وخبراتِهم التّقنيّةِ والعلميّةِ، أُقِيَمتْ في معهدِ قوى الأمنِ الدّاخلي الدّفعةُ الخامسة والعشرون من دورةِ تدريبٍ مستمرٍّ لعناصرِ الفصائلِ الإقليميّةِ في وحدةِ الدّركِ الإقليمي، وذلك من تاريخِ 23/1/2023 ولغايةِ 17/2/2023. تابعَ الدّورةَ مئة وأحد عشر عنصرًا، وتولّى التّدريبَ خيرةُ ضبّاطِ ورتباءِ معهدِ قوى الأمنِ الدّاخلي، إضافةً إلى خبراءَ أميركيّينَ. وقد تناولَ البرنامجُ التّدريبيُّ موادّ عديدة، منها: معارف قانونيّة ووظيفيّة، الأخلاقيّات، اتقان استخدامِ الأسلحةِ والتّعاملِ معها، تنفيذ مختلفِ المهامِ بمهنيّةٍ واحترافيّةٍ، والشّرطة المجتمعيّة… هي مسيرةُ النّجاحِ والارتقاءِ التي ينتهِجُهَا معهدُ قوى الأمنِ الدّاخلي، مسيرةُ فكرٍ وعلمٍ واحترافٍ وتدريبٍ أنموذجي يواكبُ الخططَ التّدريبيّةَ التي تُحاكي حاجاتِ المجتمعِ اللبناني على غيرِ صعيد، بهدفِ الارتقاءِ بمؤسّسةِ قوى الأمنِ الدّاخلي إلى أعلى المستوياتِ الشّرطيّةِ، إيمانًا منه بدورِهَا البنّاءِ في حفظِ أمنِ الوطنِ والمواطن. ختامًا، لا يسعُني إلّا أن أُجدّدُ الشكرَ والامتنانَ للحاضرينَ الكرام من السيّداتِ والسّادةِ الذين لم يألوا جهدًا في تقديمِ يدِ العونِ والمساعدةِ لإنجاحِ هذهِ الدّورة، أشكرُ عناصرَ قوى الأمنِ الدّاخلي المشاركينَ ضبّاطًا ورتباءَ وأفرادًا، والذين أظهروا كفاءةً في الأداءِ، واندفاعًا في العملِ، فكانوا خيرَ معينٍ على نجاحِ هذهِ الدّورة، أشكرُ السّفارةَ الأمريكية في بيروتَ، وبصورةٍ خاصّةٍ مكتبُ مكافحةِ المخدّراتِ وإنفاذِ القانون INL الذي يؤسّسُ لأفقٍ تعاوني مستقبلي مع مؤسّسةِ قوى الأمنِ الدّاخلي، آملين في الأيامِ القادمةِ مزيدًا من التّواصلِ المُثمرِ والتّعاونِ البنّاء.
وكانت كلمة لنائب مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب إنفاذ القانون ومكافحة المخدرات السيّد برادلي:
صباح الخير. انا توبين برادلي، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب إنفاذ القانون ومكافحة المخدرات، وهذه هي زيارتي الاولى الى لبنان. انا اشكر كل من العميد شحادة، والعميد سليلاتي والمقدم الهاشم على الاستقبال.
ان هذا المكتب يقوم بحماية الاميركيين من خلال مكافحة الجريمة، كما مكافحة الاتجار بالمخدرات، وعدم الاستقرار في الخارج. ان شعارنا هو ” الامن من خلال العدالة “، ويبدو انه حتى أكثر اهمية في هذه الاوقات الصعبة.
ولكن ليس هذا ما ارغب باطلاعكم عليه. كوحدة درك إقليمي، أنتم واجهة قوى الامن الداخلي. أنتم في تواصل دائم مع المجتمع ولقد شاهدتم كل مظاهر هذه الازمة وهي في طور الصعود دائما”. يمكن ان لا يكون لديكم بعض المصادر، ولكن نحن نعتقد بانكم تمثلون بعض العناصر الاكثر وفاء في هذه القوى. وهذا هو السبب الذي حث الولايات المتحدة على الاستثمار بكم. ولكن أنتم بحاجة الى استكمال هذا العمل الجيد. أنتم اول من يقصد المواطنون في اوقات الازمات. وانه يعود اليكم المحافظة على امنهم، وحماية المجتمع والبلد. وبأنكم واجهة قوى الامن الداخلي، تبقى مهاراتكم -ويشمل ذلك تلك التي تعلمتموها هنا- وكيفية تصرفكم مع الناس، نموذج في مجال الخدمة والالتزام في مجال القانون، العدالة والامن.
نحن نعلم بان مسؤولياتكم ليست حكرا فقط على اللبنانيين. وبما انكم عناصر حفظ القانون، أنتم جزء من مجتمع شامل للمهنيين المتفانين في الخدمة، وهم محاطون بالفخر، وقد حلفوا اليمين على مبادئ العدالة، والامن. ان زملائكم في البلدان الاخرى يفهمون بان التحديات التي تواجهونها في كل يوم كبيرة، وهم يقفون الى جانبكم بحكم الزمالة، وهم يتكلون عليكم من اجل حمل القيم العليا لمهنتكم.
لقد تعرفت في الامس على زملائكم في قوى الامن الداخلي، وقد تأثرت بحماسهم من اجل خدمة وحماية المواطنين، بالرغم من التحديات القاسية التي تواجههم كلهم في القيام بعملهم تحت ضغط الازمة الحالية. هذا العمل ليس لقاء مال، بل هو أكثر من ذلك -انه، عبارة عن خدمة، شجاعة، وفخر.
اريد بان اشكركم بالقيام بهذا الالتزام لوطنكم ولمواطنيكم.
ان المهارات المكتسبة هنا، بدءا” من الاخلاقيات والقانون من اجل التعاطي مع المشبوهين بطريقة امنة سوف يجعل من كل المتخرجين من أفضل رجال الامن، من أفضل الشرطيين، ومن أفضل المواطنين اللبنانيين.
ان هذه الدورة هي مميزة لأنها تمثّل نتيجة مشاركة المعارف مع الولايات المتحدة من خلال رؤية: إنها تؤمّن تطوير المهارات المهنية التدريبية لكل قوى الامن الداخلي. ان اكاديمية قوى الامن الداخلي هي نشيطة وهي شريك متحمس في بذل المجهود من اجل تامين الاستشارات للفريق المدرب ومن اجل تامين التدريب على بناء المهارات لأكثر من 100 طالب في كل دورة. واجهت هذه الرؤية تحديات عدة منها الاحتجاجات والازمة الاقتصادية التي ابتدأت في العام 2019 ومن بعدها جائحة الكوفيد 19.
ان القدرة على الرجوع الى الحجم الاول للدورة اي 120 طالبًا هو رمز لإنجاز هذه المهمة. ان هذه الاخيرة تشمل التدريب والتعليم المهني المتطور. ان عملكم كطلاب يجب الاعتراف به كعمل يهدف الى تطوير مهمات قوى الامن الداخلي من اجل دعم امن لبنان الوطني ودور القانون، بالرغم من التحديات الاقتصادية والامنية.
أنتم تعلمون بانكم تقومون بالتضحية بوقتكم من اجل الاشتراك في هذه الدورة: وأنتم بعيدون عن وحداتكم ومسؤولياتكم العائلية من اجل المشاركة في التدريب وهذا ما يجعل التدريب صعب، ولكن هذا عمل له قيمة. وهذا لأنكم ملتزمون بخدمة لبنان. نحن نعتقد بان هذا التدريب هو يمثل وقت ثمين من اجل اظهار مهاراتكم وكيفية تطبيقها في مجالات الخدمة. نحن نأمل بأنكم سوف تنجحون فيما قد تعلمتموه وسوف تنتقلون لاحقا” الى ما ينقصكم. في السنة الماضية، قمنا بالاحتفال بالشراكة مع قوى الامن الداخلي لمدة 15 عاما، وهذه الشراكة كانت لدعم مجهودكم من اجل مواجهة الجريمة وتحديات الأمن القومي في لبنان. ان العمل الذي نقوم به كشركاء لقوى الامن الداخلي، ابتداءً من هذا التدريب، إلى بناء المباني وبناء منظومة المعلوماتية والتواصل، والدعم المادي للعناصر، هي مثال لاستثمارنا في تأمين الادوات التي أنتم بحاجة اليها من اجل جعلكم قوة أفضل للبنان وللمواطنين. نحن نريد منكم بان تستعملوا هذه الادوات بشكل جيد وانا اكيد من هذا الشيء.
ان التزام الولايات المتحدة في الوقوف الى جانب لبنان وفي ظل كل هذه التحديات الراهنة، هو قوي. ان لبنان والولايات المتحدة، يبقيان شريكان اقوياء في حماية الحدود اللبنانية، في مكافحة الجريمة الدولية، وفي تأمين سيادة القانون في لبنان. تهانينا واشكركم لدعوتي الى حفل التخرج هذا. مبروك!
بعدها، جرى توزيع الشهادات على المتدرّبين، وأخذت الصور التذكاريّة. في الختام، قام المدعوون بجولة على المعهد ومنشآته الجديدة.