الريحاني: خبرتي بالتفاوض تمكنني من الوصول الى حلّ مع حزب الله
اعتبرت المرشحة لرئاسة الجمهورية مي الريحاني أن مسار الاستحقاق الرئاسي قد انتقل الى مرحلة أخرى، خصوصاً بعد مرور 5 أشهر لم يتمكن خلالها أي من الفريقين من إيصال رئيس للجمهورية في أي من الجلسات الـ11 التي عقدت في مجلس النواب. ورأت أن الشغور الرئاسي يضر كثيراً بالشعب اللبناني بمختلف شرائحه متمنية ألا تطول هذه الفترة ونصل الى نتيجة قريباً.
وأكدت الريحاني، في حديث لـ”mtv” ضمن برنامج “بيروت اليوم”، أن “الفترة السابقة أثبتت أن مرشح التحدي لن يصل وكذلك المرشح التصادمي والمرشح المحسوب على فريق ضد فريق آخر، فلما لا نطرح مرشحة يمكنها أن تجد مساحة مشتركة مع الجميع وهي سيادية واصلاحية ومستقلة وعلى مسافة ليست بعيدة من الجميع”، وتمنت الريحاني أن تشكل من خلال تجربتها وخبرتها ومؤهلاتها نقطة التقاء وتقاطع بين جميع القوى الممثلة في مجلس النواب.
اما عن تعريفها للسيادة فتعتبر الريحاني أن السيادي هو المستعد ان يطبق الدستور، لان تطبيق الدستور يحل كل مشاكلنا. وذكّرت بأن الدستور هو أحد المحاور الأربعة المدرجة ضمن برنامجها الانتخابي، وهي السياسات الخارجية والاقتصاد والمال والقضاء، مؤكدة أن المحاور الأربعة هي بالأهمية نفسها بالنسبة لها.
وأبدت الريحاني تفاؤلها بإمكانية إيجاد حل للأزمة الرئاسية، رغم اعتراف من التقت بهم من رؤساء كتل وأحزاب حتى الآن بصعوبة الوضع، إلا أنهم مستعدون للبحث عن حل. ورأت أن الحل هو في وجود مرشحة مستقلة لا تنتمي لأي فريق وتتمتع بأسلوب غير تصادمي ولا تشكل تحديا لأحد، ولديها مشروع وهي مستعدة الى اجراء حوار مع الجميع من دون استثناء، مؤكدة أنها إذا انتخبت فستكون رئيسة لكل اللبنانيين وسيكون همها الأول والأخير خدمة الشعب اللبناني.
وردا على سؤال عن أن المرحلة تتطلب رئيس مواجهة ورئيسا يحسم، أكدت المرشحة لرئاسة الجمهورية أن الرئيسة المستعدة للحوار لا يعني أنها لن تحسم في الملفات او القضايا الخلافية، وأكدت أن الأسلوب اللين والمنفتح والمرن لا يعني الموافقة على كل شيء، مشددة على أهمية اعتماد الديبلوماسية للوصل الى نتيجة. وسألت أليست الديبلوماسية هي التي أوصلت الى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية وبموافقة الجميع.
وعن رأيها في طريقة معالجة سلاح حزب الله، أكدت الريحاني أنها ستعتمد الحوار المستمر لكن غير المفتوح، والمحدد بمدة زمنية لا تتخطى السنة ونصف السنة. وإذا لم تتوصل الى نتيجة فيمكن اعتماد استراتيجية جديدة او طريقة عمل أخرى كما قالت. وأكدت أن الحوار حول مسألة السلاح يمكن أن تكون له مداخل عدة أبرزها تطبيق الدستور والسياسة الخارجية ومصالح المنطقة والعلاقة مع الجيش اللبناني والاتفاق على استراتيجية دفاعية. وأكدت أن الحوار يمكن أن تتولاه لجنة تضم ممثلين عن مختلف القوى ويتم الاتفاق عليها بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بالتعاون مع مجلس النواب.
وعن حظوظ هكذا حوار خصوصاً مع فريق قوي في البلد، اعتبرت أن حزب الله فريق عقلاني وهو يضم شريحة واسعة من الشعب اللبناني وأفراده لبنانيون، وهو لم يقل يوماً أنه حزب غير لبناني. وأكدت أن الحوار ليس مستحيلاً ويمكن البدء بايجاد مساحة مشتركة معه. وأشارت الى أن خبرتها بالتفاوض لا سيما في قضايا صعبة، وجدت لها حلولاً وتمكنت من خلالها التوقيع على عقود مع أكثر من 40 حكومة في دول آسيا وافريقيا ودول عربية، هذه الخبرة التفاوضية ستساعدها كما تقول على ايجاد حل مع حزب الله.
وعن أولوياتها إذا انتخبت رئيسة للجمهورية، أكدت الريحاني أنها تؤمن بالشفافية والمحاسبة بعملها وإذ شددت على أهمية اختيار النواب لرئيس حكومة يكون منسجما وتناغما مع رئيس الجمهورية، أكدت أن أولوياتها ستكون في تطبيق الدستور وفي استعادة علاقات لبنان الخارجية.
وعن رؤيتها للحل للأزمة الاقتصادية أكدت الريحاني أن مفتاح الحل هو الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وشرحت أن أولى خطواتها ستكون مراجعة العقد مع الصندوق وتحسين شروطه تمهيدا لتوقيعه، لان ذلك سيكون الانطلاقة لعودة الثقة الدولية بلبنان. ومن أولوياتها أيضا بناء علاقات بنّاءة مع كافة الدول خصوصاً مع دول الخليج، مشيرة الى نظام عربي جديد مبني على مصالح الدول الاقتصادية، ومشاركة لبنان في هذا النظام سيشكّل رافعة لاقتصاده، وشددت على عدم استمرار وضع لبنان في عزلة.
ورداً على سؤال عن الاجتماع الخماسي الذي حصل في باريس وخصص للبحث في الملف اللبناني، لفتت الريحاني الى أن الدول الخارجية كانت بمنأى عن الملف الرئاسي لاعتباره شأناً داخلياً، ولكن اليوم حصل اتفاق على مواصفات الرئيس المقبل ولم تدخل الدول الخمس بالأسماء، ومن أهم المواصفات أن يكون الرئيس الجديد سيادياً، بعيداً من الفساد، “كفه نظيف” ولا علاقة له بأي ملف فساد، وهذا ما شدد عليه المجتمعون بشكل صارم، مع التأكيد على تمتع رئيس الوزراء الجديد أيضاً بالمواصفات نفسها.
أما عن الموقف الأميركي من الاستحقاق الرئاسي وبعد جولة لها على عدد من المسؤولين الأميركيين، فاعتبرت الريحاني أن الأولوية لدى الأميركيين هي الحرب الأوكرانية – الروسية وتأثيرها على أوروبا، لأن الحكم الأميركي يعتبر أن هذه الحرب هي بمثابة مواجهة بين أميركا وروسيا. وكشفت أن الأميركيين يهتمون بالصعود الصيني، لأنهم يعترفون بالواقع الاقتصادي الصيني الجديد، ولكن يريدونه صعودا متمهّلا، كما يريدون أن يكون الهبوط الروسي متمهلاً كي لا يشكل صدمة أو هزة لأوروبا. من هنا فإن أولويات اميركا بعيدة نوعاً ما حاليا عن لبنان، ولكن بعد التحاور مع السعوديين والفرنسيين قرروا وضع مواصفات للرئيس اللبناني المقبل من دون الدخول في الأسماء.
ورداً على سؤال حول موقف الاغتراب من الأزمة اللبنانية ودورهم في الحل، أكدت الريحاني انزعاج الاغتراب مما آلت اليه الأمور خصوصاً أن أموال وثروات قسم منهم موجودة في المصارف اللبنانية، معتبرةً ان للمغتربين دور أساسي وفعال في عملية النهوض بعدما أبدوا لها استعدادهم لمساعدة لبنان عبر الاستثمارات الخارجية إذا وصل رئيس “نظيف” يمثلهم ويفهم مشاكلهم.
وكشفت الريحاني عن أنها مرشحة الجامعة الثقافية في العالم، بعدما رشحها رئيس الجامعة نبيه شرتوني من المكسيك، والسكريتير العام السيد روجيه هاني من باريس، والرئيس السابق للجمعية الياس كساب في كندا، مقدمين لها الدعم الكامل من أجل الوصول الى سدة الرئاسة.
وعن القواسم المشتركة التي تجمعها مع نواب التغيير اعتبرت الريحاني انها تلتقي معهم على عدد من العناوين العريضة أهمها الإصلاح وضرورة التغيير خصوصاً انها خارج المنظومة السياسية. وعن علاقتها بمرشح المعارضة النائب ميشال معوض أكدت الريحاني أن علاقة صداقة تربطها به، مؤكدةً أنهما على تنافس رئاسي مبني على الاحترام والاحتكام الى اللعبة الديمقراطية.
وردا على سؤال عن الوضع القضائي وتفجير مرفأ بيروت، أكدت الريحاني ان هذا الأمر يندرج ضمن إطار تطبيق الدستور، كما يجب العمل على فصل السياسة عن القضاء من أجل أن يقوم بواجبه كاملاً بعيداً من أي تدخلات، مشيرةً الى لقائها أهالي ضحايا تفجير المرفأ في كنيسة مار مارون في التاسع من شباط، ووعدتهم في حال وصولها الى سدة الرئاسة، العمل بكل ما بوسعها للوصول الى الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن الانفجار، معتبرة أنه اذا لم يتمكن القضاء اللبناني من تحقيق العدالة وكشف الفاعلين فيمكن اللجوء الى التحقيق الدولي لأن الأولوية اليوم هي لأهالي الضحايا والمتضررين”.
وختمت الريحاني مشيرة الى أنه في حال وصولها الى القصر الجمهوري تكون أول رئيسة جمهورية في لبنان والعالم العربي، مؤكدةً ان لبنان يتمتع بالريادة في موضوع المرأة وتسلمها المناصب في العديد من الحقول.
وارتكزت الريحاني على دراسة أجريت عام 2020 تشير الى أن أسلوب المرأة يختلف عن أسلوب الرجل، وبأنها تتميز بالعقلانية وتضع احتياجات الناس نصب أعينها عند تسلّمها مناصب عالية، وذكّرت أن برنامجها الرئاسي يتضمن الالتزام بتطبيق المادة 95 من الدستور التي تعطي المرأة حقوقها مع عائلتها وتنصفها في المجال العملي، متسائلةً: “لماذا لبنان لديه فقط 8 نائبات في البرلمان، فيما العدد أكبر في دول أخرى؟”.