المفتي الغزاوي زار المطران ابراهيم مهنئاً:جئنا لنكرر وضع اليد باليد لنكون في خدمة اهلنا وخدمة مجتمعنا ووطننا
استقبل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم سماحة مفتي زحلة والبقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي على رأس وفد من دار الفتوى في البقاع ضم امين سر دار الفتوى الشيخ عاصم الجراح، مدير مكتب المفتي الشيخ زياد هيفا، مدير اذاعة الأزهر الشيخ غنوم نسبين، المدير المالي في ازهر البقاع الشيخ ضياء القطان، امام بلدة بر الياس الشيخ وسام العنوز، مدير مركز البحث العلمي الدكتور نادر جمعة، عضو مكتب البحث العلمي الشيخ مروان الميس، المسؤول الإعلامي الشيخ حيان صالح والصحافي سامر الحسيني في زيارة تهنئة بالأعياد المباركة وشكر على زيارة التهنئة التي قام بها المطران ابراهيم الى ازهر البقاع للتهنئة بفوز الشيخ الغزاوي بمنصب مفتي زحلة والبقاع، بحضور النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم وكهنة الأبرشية، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، مدير عام غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع يوسف جحا والأستاذ عزيز ابو زيد.
وجرى خلال اللقاء بحث الأوضاع العامة في البلاد وسبل تعزيز وتفعيل التواصل بين مطرانية سيدة النجاة ودار الفتوى في البقاع لأجل خدمة الأهالي في البقاع ومد جسور التواصل والإنفتاح.
المفتي الغزاوي
المفتي غزاوي القى كلمة في اللقاء قال فيها:
” في هذا اليوم الطيب جئنا الى هذه الدار والى هذا المكان الذي يعتبر من مقاصد شركائنا في الوطن ومن الأماكن التي يأوي اليها الناس لحاجتهم ان كانت دنيوية او أخروية. وكان قد جاء اهلنا عندما ولّينا ولاية الإفتاء في بقاعنا العزيز، جاء سيادة المطران ابراهيم ومعه الآباء وقد امّوا دار الفتوى ليبرهنوا ان السعادة عندما تكون في بيت فانها تشمل البيوت كلها. وعندما يكون الأهل يفرحون بمكان ما فلا بد للأهل جميعاً ان يعيشوا فرحهم، فجاءوا مشاركين لنا فرحتنا، وهذا يقول بأن أي مسؤول في هذا الوطن هو شريك في المسؤولية بمعنى ان نضع اليد ياليد حتى نكون في خدمة اهلنا.”
واضاف ” اليوم جئنا لنكرر وضع اليد باليد لنكون في خدمة اهلنا وخدمة مجتمعنا ووطننا وقد مرتّ على اهلنا هذه الأعياد التي نسأل الله ان يعيدها على لبنان وعلى الأمة جمعاء باليمن والبركة. ونحن اذا كان الناس ينتظرون عيداً فنحن اليوم، سيادة المطران ابراهيم، ننتظر عيد الوطن لتكتمل مؤسسات دولتنا ان كان في رئاسة الجمهورية وما يليها من انتظام عام في بلدنا العزيز لبنان. لبنان الذي هو رسالة حيث كل هذه الأطياف تنتمي الى السماء، وليس بيننا احد لا ينتمي الى السماء، ومن هنا لما كان كل من في لبنان ينتمي الى الوحي كان لا بد ان نكون محافظين على رسالة السماء لهذه الأرض، وبالتالي نحن نستشعر بأن اي مشروع دخيل لا ينتمي الى وحي السماء فهو لا ينتمي الى لبنان والى المجتمع اللبناني.. ومن هنا علينان ان نتكاتف في ما بيننا من اجل ان يبقى وطننا حاضناً لنا ومن اجل ان نحافظ على هذه الأسر التي تميزنا بها كعرب وتميزنا بها ايضاً كلبنانيين، وحتى تكون الرسالة التي من خلال الفرض نعلنها من خلال الأسرة،ومن خلال الأسرة نعلنها مواطنة وحياة اجتماعية في ما بيننا.”
وختم سماحته ” نحن عندما نكافئ بالزيارة الزيارة من اجل ان يبقى هذا التواصل ومن اجل ان نكون معاً في خدمة اهلنا ووطننا. وجاءت هذه الوجوه الكريمة معنا حتى تؤسس، كما جاءت معكم وجوه الى مؤسسات دار الفتوى في ازهر البقاع، وانشاء الله يبقى هذا التعاون في بقاعنا العزيز كما ارضه هي قلباً للبنان كل لبنان، ستبقى انشاءالله هذه النفوس قلباً لكل لبنان.”
المطران ابراهيم
المطران ابراهيم رحب بالمفتي الغزاوي والوفد المرافق وجاء في كلمته:
” اهلاً وسهلاً بك صاحب السماحة وبالوفد المرافق. لقد اكملتم اعيادنا بحضوركم بيننا اليوم لأن هذا الحضور يحمل لنا كل المعاني السامية التي نلتقيها في الأعياد المجيدة، وهدف الأعياد لا يزيد على الله تعالى شيئاً بقدر ما يزيد على الإنسان. والله اراد ان يكون الناس لبعضهم البعض في المحبة والتعاون والإحترام المتبادل. هذا هو الدين الذي يتحول الى معاملة، الى صداقة، الى شراكة، الى جسور ، الى قلوب مجتمعة، الى اتحاد في الإرادات وفي العمل، هذا هو لبنان الرسالة الذي تحدث عنه البابا يوحنا بولس الثاني عندما قال ان ” لبنان هو بلد التلاقي” ،هو بلد الرسالات وليس الرسالة الواحدة، وكلما تعددت الرسالات كلما ازداد غنى الوطن والمواطنين على حد سواء، لأن لا وطن من دون مواطنة ومن دون مواطنين. علينا ان نكون دائماً مستعدين لهذا التعاون الذي يبني لبنان الحلم، الذي نحلم به كل يوم، لبنان الذي يحمل في قلبه كل اللبنانيين على حد سواء، فلا امتياز لمواطن على آخر لأن المقياس في المواطنة هو حب الوطن، وحب الوطن هو واجب علينا جميعاً خصوصاً ان هذا الوطن يعيش مرحلة صعبة جداً من تاريخه. لقد عاشها في السابق مرات ومرات وخرج منها منتصراً على ذاته وعلى الآخرين وبُني من جديد وبُني الإنسان فيه من جديد. املنا ان ما قد هدم لن يطال الإنسان، املنا ان يبقى الإنسان البناء الأساسي وعمدة اساسية في بناء الوطن، لأن لبنان لا يمكن ان ننظر اليه من منظار الأزمة الحالية التي يمر بها، لكن ننظر اليه من خلال تاريخه الطويل الذي بُني على الحضارة وبنى الحضارة، الذي انفتح على العالم وقبل انفتاح العالم عليه.”
واضاف ” نشكر الله اننا لبنانيون، نشكر الله اننا اخوة لا يقسّم بيننا شيء، فكما الله هو وحدة في ذاته وفي جوهره كذلك المواطنون في لبنان هم اخوة وفي وحدة لا تنقسم لأن الإنسان هو على صورة خالقه، على صورة الله ومثاله.
انا اشكر جميع الذين قدّموا من وقتهم اليوم ليكونوا معكم سماحة المفتي في هذه الزيارة المباركة وليكونوا معي ايضاً في هذه الدار الكريمة التي تجمع كل الناس في عائلة واحدة وتتبنى كل افراحهم وكل معاناتهم لكي يبقوا واحداً، فلا يكون في تاريخنا تغيير على الإطلاق الا نحو الأفضل، الأفضل الذي نتمناه لهذه المدينة زحلة ولبقاعنا الغالي الذي ينغرس في وسطه الأزهر الشريف ودار الإفتاء مركزاً مشعاً بالعلم والتقوى، وانشاءالله نحن واياكم نسير مسيرة التعاون التي تبني والمحبة التي تكمّل وللناقصين تشفي، هذه ىالمحبة التي تصير خارطة طريق لنا جميعاً من اجل خير كل واحد منا وخير الإنسان وخير لبنان.”