أخبار فنية

د. ليال القبرصي تكشف كل ما يجب أن تعرفه المرأة عن “التشنّج المهبلي”

د. ليال القبرصي تكشف كل ما يجب أن تعرفه المرأة عن “التشنّج المهبلي”

لا تزال بعض الاضطرابات الصحية الأنثوية طيّ الكتمان، خاصةً تلك المرتبطة بالحياة الجنسية.

التشنّج المهبلي هو أحد أبرز هذه الحالات التي قد تؤثر بعمق على الحياة الزوجية والنفسية والإنجابية للمرأة، رغم أنّ علاجه ممكن وبنتائج فعّالة.

في هذا الحوار، تشرح لنا الدكتورة ليال القبرصي، أخصائية العلاج الفيزيائي المتخصصة في تأهيل عضلات قاع الحوض والاضطرابات الجنسية، ما هو التشنّج المهبلي، أسبابه، تأثيره، وطرق العلاج المعتمدة.

بدايةً، ما هو التشنج المهبلي، وما الفرق بينه وبين غيره من الاضطرابات الجنسية الأنثوية؟

التشنّج المهبلي هو انقباض لا إرادي في عضلات المهبل، تحديدًا عضلات قاع الحوض، ما يعيق أو يمنع حدوث العلاقة الجنسية المهبلية.

على عكس مشاكل جنسية أخرى مثل الجفاف أو انخفاض الرغبة، يتميّز التشنج المهبلي بعدم قدرة المرأة الجسدية على التحمّل أو السماح بالإيلاج، حتى وإن كانت لديها الرغبة.

ما هي الأسباب الجسدية أو النفسية التي قد تؤدي إلى الإصابة بالتشنج المهبلي؟

الأسباب قد تكون نفسيّة كالتجارب السلبية السابقة، الخوف، التربية الصارمة، أو الضغط المجتمعي، وقد تكون جسدية نتيجة التهابات متكررة أو ألم مزمن.

وفي كثير من الأحيان، يتداخل الجانبان، فتترجم المشاعر النفسية إلى انقباضات عضلية لا إرادية.

كيف يُشخّص التشنج المهبلي، وهل هناك مراحل مختلفة له؟

عادةً ما يُكتشف التشنج المهبلي بعد محاولة غير ناجحة للقيام بعلاقة جنسية مهبلية.

تختلف درجات التشنج؛ فهناك من لا تستطيع الإيلاج إطلاقًا، وهناك من تعاني من ألم دائم أو جزئي عند الإيلاج.

التشخيص يتم من خلال تقييم سريري شامل، بالتعاون بين الطبيب النسائي والمعالج الفيزيائي.

هل يمكن أن يمنع التشنج المهبلي المرأة من الإنجاب؟ وهل هناك حالات استطاعت الحمل بالرغم من هذه الحالة؟

نعم، التشنج المهبلي يمكن أن يعيق الإنجاب، لكون العلاقة الجنسية غير مكتملة. لكن في حالات نادرة، قد يحدث الحمل إذا وصل السائل المنوي إلى مدخل المهبل وتابع طريقه إلى عنق الرحم. ومع ذلك، هذه ليست قاعدة، بل استثناء.

ما هو دور العلاج الفيزيائي في معالجة التشنج المهبلي، وما هي التقنيات التي يتم استخدامها عادة؟

العلاج الفيزيائي أساسي في معالجة التشنّج المهبلي. نُركّز على استرخاء عضلات قاع الحوض من خلال تقنيات متعددة مثل تمارين التنفّس، التمدّد، التحكّم العضلي، والمعالجة اليدوية أو باستخدام الموسّعات المهبلية بالتدريج، بهدف إعادة برمجة الدماغ لعدم الربط بين الإيلاج والألم.

هل يمكنكِ أن تشرحي أهمية العلاقة بين التنفّس، عضلات الحوض، والاسترخاء في هذا النوع من العلاج؟

التنفّس العميق يلعب دورًا كبيرًا في إرخاء عضلات قاع الحوض. فعند الشهيق العميق، تنزل عضلات الحوض للأسفل، وعند الزفير تصعد وترتخي.

إنّ استخدام هذه التقنية يسهّل على الجسم الاستجابة الإيجابية للعلاج.

كيف يؤثر التشنج المهبلي على العلاقة الحميمة بين الزوجين، وما أهمية الدعم الزوجي في مسار العلاج؟

التشنج المهبلي لا يؤثر فقط جسديًا، بل يترك أثرًا نفسيًا على الطرفين. تتكرّر التجربة المؤلمة، ما يخلق نوعًا من التوتر بين الزوجين، حتى لو كانت العلاقة عاطفية قوية.

إن الدعم الزوجي ضروري وأساسي، فكلما كان الزوج متفهّمًا وصبورًا، كانت المرأة أكثر استعدادًا للتجاوب مع العلاج.

ما هي الخيارات المتاحة أمام المرأة المصابة بالتشنج المهبلي إذا رغبت بالإنجاب، مثل التلقيح الصناعي أو الولادة الطبيعية؟

إذا لم يتحقق الإيلاج الطبيعي، يمكن اللجوء إلى التلقيح الصناعي. أما بالنسبة للولادة، فمعظم النساء المصابات لا يستطعن الولادة المهبلية، لأن عضلات الحوض لا تسترخي تلقائيًا خلال الولادة، ما يجعل الولادة القيصرية الخيار الأكثر أمانًا.

ما هي الرسالة التي تودين توجيهها لكل سيدة تعاني بصمت من هذا الموضوع؟

أريد أن أقول لكلّ امرأة تعاني من التشنج المهبلي أنها ليست وحدها. إن عدد النساء اللواتي يعانين من هذه المشكلة أكبر مما نتخيّل.

العلاج متوفّر وفعّال، خاصة من خلال العلاج الفيزيائي المتخصّص.

توقّفي عن المعاناة بصمت، وابدئي رحلة البحث عن الحل.

لا تخافي من طلب المساعدة، لأنكِ تستحقين حياة زوجية سليمة، وحملًا طبيعياً، وثقة بنفسكِ وجسدكِ من جديد.