القيمة الحقيقية للإنسان بقلم .الفقير نادى عاطف
في عالمنا المعاصر، حيث تطغى الصور البراقة والمظاهر الجذابة على المشهد، يبدو أن كثيرًا من الناس قد وقعوا أسرى لفكرة أن القيمة تُقاس بما نرتديه أو بما نمتلكه. أصبح المظهر الخارجي معيارًا شائعًا لتقدير الأشخاص، بينما يُغفل كثيرون حقيقة أن الجمال الحقيقي ينبع من الداخل، من الأخلاق، والقيم، والتأثير الإيجابي.
الثياب الأنيقة والمظاهر الفاخرة قد تُعطي انطباعًا أوليًا قويًا، لكنها لا تُخبر القصة الكاملة عن صاحبها. فهي أشبه بواجهة كتاب قد تكون جذابة، لكنها لا تعكس مضمون النص أو قيمته. إذا ما أمعنّا النظر، نجد أن القيم الداخلية مثل الصدق، التواضع، والإحسان هي التي تُشكل اللبنة الأساسية لشخصية الإنسان وتمنحه احترام الآخرين.
لطالما أثبتت التجارب أن الأشخاص الذين يُكرّسون حياتهم لترك بصمة إيجابية في محيطهم هم الأكثر تأثيرًا، بغض النظر عن مظهرهم الخارجي. فالعالم يحتفي بعلماء مثل أينشتاين، وأدباء كطه حسين، وقادة ملهمين كغاندي، ليس لأنهم كانوا الأكثر أناقة، بل لأن قيمهم وأعمالهم تجاوزت حدود الزمن والجغرافيا.
إن التركيز على المظهر فقط قد يُبعدنا عن جوهر الحياة. فالجمال زائل، والماديات لا تدوم، بينما يبقى أثر الكلمات الطيبة، والأفعال النبيلة، والمعارف التي ننقلها للآخرين. الإنسان يُقاس بما يتركه خلفه، وبكيفية تأثيره على حياة من حوله.
لا تُقَيِّم نفسك بناءً على ما تراه في المرآة، بل انظر إلى قلبك وعقلك وأفعالك. استثمر في تنمية أخلاقك، وزد من معرفتك، وكن مصدر إلهام للآخرين. ففي نهاية المطاف، لا تُخلَّد سوى القيم النبيلة والأثر الإيجابي الذي تتركه في قلوب الناس. المظهر قد يجذب الأنظار، لكن الجوهر هو ما يُبقي الاحترام والود حيًا.