عانا احيت الذكرى السادسة والعشرين لإستشهاد النقيب المغوار جان وهبة المطران ابراهيم : كان رمزاً من رموز الشجاعة والإخلاص في خدمة الوطن
عانا احيت الذكرى السادسة والعشرين لإستشهاد النقيب المغوار جان وهبة
المطران ابراهيم : كان رمزاً من رموز الشجاعة والإخلاص في خدمة الوطن
احيت بلدة عانا الذكرى السادسة والعشرين لأستشهاد ابنها النقيب المغوار جان الياس وهبة بقداس الهي احتفل به رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم في كابيلا القديس يوحنا المعمدان في البلدة، في احد مرفع اللحم، عاونه فيه خادم الرعية الأب نقولا صليبا بحضور رئيس الغرفة العسكرية في وزارة الدفاع العميد الركن منصور نبهان ممثلاً وزير الدقاع الوطني موريس سليم، مساعد قائد منطقة البقاع العميد الركن ميشال الترشيشي ممثلاً قائد الجيش العماد جوزاف عون، الرائد فادي معدراني ممثلاً مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، عائلة الشهيد وحشد كبير من ابناء البلدة ورفاق السلاح.
بعد الإنجيل المقدس كان للمطران ابراهيم عظة بالمناسبة جاء فيها :
” نجتمع اليوم في هذا الصباح المبارك لنتذكر ونحتفل بمناسبتين مهمتين جداً، إحداهما تتعلق بحياتنا الكنسية والايمانية، والأخرى تذكرنا بموقف تضامن مع البطولة والتضحية في سبيل الوطن وشجب واستنكار للعنف والاجرام الذي يطال الأبرياء وخصوصا أبطال جيشنا الباسل.
أخوتي وأخواتي، لقد اقتربنا من زمن الصوم المبارك، وهو وقت لتجديد روحانيتنا وتقوية إيماننا. في هذا الزمن المقدس، نحتاج إلى أن ننهمك في تقوية وعينا الروحي وأن ننظر دائماً إلى ماضينا ومستقبلنا مع الله. في إنجيل متى، يذكر لنا السيد المسيح مثل الدينونة العامة، حيث سيُحاسب الجميع على أعمالهم. إنه يقول لنا: ” إنَّكُمْ كلما فَعَلْتُمْ ذَلِكَ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاءِ الصِّغَارِ، فَبِي فَعَلْتُموه!” هذا يذكرنا بأن محبتنا ورعايتنا لإخوة يسوع هؤلاء الصغار، للمحتاجين والمهمشين في هذه الحياة هي عبادة حقيقية ومؤشر على إيماننا الحقيقي. هنا يكمن جوهرُ الديانة وسرّها.”
واضاف ” اليوم، نحتفل أيضاً بذكرى استشهاد النقيب جان الياس وهبة سنة 1998، البطل الذي قدم حياته فداءً عن وطنه لبنان. هو رمز من رموز الشجاعة والإخلاص في خدمة الوطن. ففي يومه الأخير بيننا، تعرّض لرصاصة غدر في جبينه العالي منحته إكليل الشهداء وأعلت جبينه إلى قُبَّةِ الشَّهَادَةِ. إنه مثال للتضحية والبطولة، ونحن نعتبره بفخر أحد أبطال هذه البلدة وطننا العظيم.”
وتابع سيادته ” ما هي العبرة التي نستطيع أن نستنتجَها من هاتين المناسبتين المهمتين؟ علينا أن نتذكر دائماً أن الحياة الروحية والدين ليسا مقتصرين على الصلوات والطقوس فقط، بل يجب أن يظهرا في أفعالنا اليومية. يجب أن نكون محبين ومتعاونين مع إخوتنا وأخواتنا في الإنسانية، ونساعدهم في الأوقات الصعبة. علينا أيضاً أن نُكرّم ونحترم أولئك الذين يضحون من أجل وطنهم وأمنهم.
لذلك، في هذا الأحد المبارك، ندعوكم جميعًا لنتذكر القيم الروحية والأخلاقية التي يجب أن نمارسها في حياتنا اليومية، ونعبر عن محبتنا للآخرين من خلال العمل الخيري والمساعدة في الحاجة. لنقف جميعًا بجانب عائلة النقيب جان الياس وهبة ونشكر الله على تضحيته وشجاعته.”
وختم المطران ابراهيم ” فلنكن أصدقاءً وإخوة في الإيمان والوطنية، ولنعمل معًا لبناء عالم أفضل يعكس قيمنا ومبادئنا الدينية، في هذا الصوم الآتي وفي كل أيام حياتنا، لنسعَ ليكون لدينا وعي دائم بمسؤولياتنا أمام الله وأمام وطننا. أسأل الله أن يبارككم جميعًا ويمنحكم القوة والإرادة للعيش وفقًا لقيم الإيمان والوطنية. آمين.”
وفي نهاية القداس اقيمت صلاة النياحة لراحة نفس الشهيد البطل وتقبلت العائلة التعازي من الحضور.