الكونسرڤتوار يحيي الاستقلال بحفل موسيقي برعاية المُرتَضى: نصمد ثقافيًا في مواجهة عدو نقيض لصيغتنا
الكونسرڤتوار يحيي الاستقلال بحفل موسيقي برعاية المُرتَضى: نصمد ثقافيًا في مواجهة عدو نقيض لصيغتنا
احيا الكونسترفتوار الوطني امسية موسيقية بعنوان “الصمود والعودة” في المتحف الوطني، برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى ممثلًا بالكاتب والإعلامي روني إلفا وحضور رئيسة الكونسرفتوار الوطني المؤلفة الموسيقية الدكتورة هبة القواس والمايسترو هاروت فازليان.
ألفا
وألقى الفا كلمة الوزير المرتضى التي استهلها بالقول: “الموسيقى خطر وجودي على الاستسلام ووجبَ علينا أن نركبَ خطَرَها وأن نجازف بالخضوع ِلها لأنها تُحرِّرُنا من الخضوع. وإذا كان السيف أصدَقُ إنباءً من الكُتُبِ فالموسيقى أصدَقُ إنباءً منهما معًا.”
وأضاف: “أي أنها أقوى من السيف وأقوى من الكتاب لأنها السيفُ مِن غيرِ نَصلٍ وهيَ الكلمَةُ من غيرِ حروف،العزفُ على آلة عزفٌ على حالة، عزفٌ على جرحٍ وعلى يأس أو أملٍ أو فَرَجٍ أو خلاص. والوتَر الذي لا يعزِف على وَتَرِ قلبِكَ وأحلامِكَ وهواجسِكَ وانتظاراتِكِ لا يُسمعُكَ في الحقيقةِ أيَّ شيء”، مردفا “هي ليلةٌ مُعنونةٌ بالصمود والعودةِ على ما اختارته عنوانًا المبدعةُ هبة القواس رئيسة المعهد الوطني اللبناني للموسيقى “”(الكونسرڤاتوار ) لهذه الأمسية التي يتعانقُ فيها موزار مع بيتهوڤن”.
وتابع: “ولا شك أنَّ إبداعَ المايسترو هاروت ڤازليان سيضفي على هذه الأمسية رونقًا وسلاسَةً في القيادة ستبلُغُ بِنَا الى أقربِ نقطةِ انفعالٍ وتَماسٍ مع النسخةِ الأصلية لأعمال المبدِعَين العالميين”.
واردف: “كلّفني فشرّفني معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المُرتَضى راعي هذه الأمسية الراقية تمثيلَه في هذه الأمسية الراقية ناقلًا لكم جميعًا لا سيّما للمؤلفة الموسيقية ورئيسة المعهد الوطني اللبناني للموسيقى خالص التحية”، مؤكدا “نحن في حالة صمودٍ ثقافي لأننا مُجمِعون على طبيعة الكيانِ الذي يناصبُنا العِداء. عدوٌ لا يمكنُ أن يعيشَ إلا على أنقاضِنا. هو عنصريٌ ونحن محبّون للآخَر وهو ارهابيٌّ ونحن مسالمون وهو الغائي ونحن تشارُكِيّون وهو أحادي ونحن تَعدُّدِيون.”
وقال: “جلَّ ما يريدُهُ أن نكون نسخةً عنه. نتقاتلُ على جنس الملائكة فنتحوّلُ لا سمحَ الى شياطينٍ مثلُه. كيانٌ لا يحتاج الى عذر ليهاجمَ ويضرِبَ ويُبيدَ تمامًا كما يفعلُ في غزّةَ منذ خمسٍ وأربعين يومًا. يقتلُ ويقولُ دفاعًا عن النفس، ويصدّر الأكذوبة الى العالم ويغضبُ اذا كذّبوها وكذَّبوه. إزاء ذلك لم يتبق له سوى الاستدارةِ نحو الصحفيين والاعلاميين والمُراسلين فيقتلُهم بدمٍ بارِدٍ لأنه يخاف من الكلمة. وعندما تخاف أيُّ سلطةٍ من الكلمة تقتُلُها الكلمةُ وعندما تخافُ أيُّ سلطةٍ من صورةٍ تقتُلُها الصورةُ. ولأن العدوَّ مقتولٌ صوتًا وصورة يصبحُ أكثرَ خطرًا علينا جميعًا من أيِّ وقتٍ مضى”.
وأضاف: “بالطبع لم يمر علينا عيدُ الاستقلال ونحن في رخاءٍ وراحةِ بال لكن كما أرادت الفرقة الموسيقية وعازفوها لن يمر استقلال دون احتفال. نعم الاحتفالُ وسط الاستشهاد ووسط الاعتداءات، أفَلَم نَعتَد نحن اللبنانيون اللعبَ بين لحظةِ موتٍ ولحظةِ حياة، أو ليس كل واحد منا في هذه الصالة من الناجين بأعجوبة من رصاصة قناص وشظية قذيفةٍ ومن رمايات حروب الإخوة؟ ربما يكون شعارنا في العيد الثمانين لاستقلالنا هو ” افعل عكس ما يريده العدو” في الحرب سلّحنا ضد بعضنا البعض ثم انسحب وتركنا ليقتُلَ بعْضُنا بعضًا فلم نفعل. في السلم سلّح صيغَتَنا الفريدةَ بالأحقاد فلَم نتبادل إطلاق نار التخوين وكلُّنا يعرِفُ أنَّ الفتنةَ أشدُّ من القتل. هذا المتحفُ ينقصُه ناووسٌ يجب أن نفتِّش عنه بكل جوارحنا وجراحِنا وربما يكون موجودًا داخل جوارِحِنا وجِراحِنا. إنه ناووس الحرب الأهلية”.
وختم الفا: “وحتى لا يقالُ أنَّ الطائفَ أدخلَ السلمَ الأهليَّ الى النصوص ولكن لم يدخلها في النفوس تعالوا نفتِّشُ عن هذا الناووس سويًا فإذا وجدناه في جراحِنا أخرجناه ونقلناه الى ها هنا في المتحف ووضعناه في ركنٍ خاص تحت عنوان”رفات الحرب” ليصبح قِبلَة للزوّار لا قبلة للمُفتنين. سَتُشَنِّفونَ آذانَكُم وترتقونَ بإحساسِكُم وتتَرَفَّعونَ عن سخافات الدنيا ما أن يرفعَ المايسترو عصاه السحرية. انها الرحلة الوحيدة التي تتيحُ لكم التحليق دون أحزمة أمان”.