الجميّل مختتمًا المخيّم الصيفي لمصلحة الطلاب: لن نبقى متفرجين ونلعب اللعبة التقليدية فالبلد مخطوف ولن يتحرّر إلّا بانتفاضة وطنية لبنانية
الجميّل مختتمًا المخيّم الصيفي لمصلحة الطلاب: لن نبقى متفرجين ونلعب اللعبة التقليدية فالبلد مخطوف ولن يتحرّر إلّا بانتفاضة وطنية لبنانية
رأى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أننا نعيش في شريعة غاب، تحت سيطرة حزب مسلّح يستعمل الدولة وكل الأساليب المتاحة ليسيطر على حياتنا ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا، معتبرًا أن أحداث الكحالة هي النقطة التي طفح معها الكيل، حيث حصل انتشار مسلّح لحزب الله واستخدم السلاح بوجه مدنيين سالمين وأطلق النار على الناس، لافتًا إلى أن ما حصل هو تجسيد لحالة وضع اليد التي يقوم بها الحزب على الدولة وقد تغيّرت طبيعة عملنا من عمل سياسي طبيعي إلى نضال كياني ووجودي، لأننا نشعر أن تغييرًا بنيويًا يحصل للبنان.
وشدّد على أننا سنخوض المعركة في أي مكان نستطيع أن نخوضها فيه، لأن بالنسبة لنا الوقت لمصلحة حزب الله ولبنان لم يعد يشبهنا، لافتًا إلى أنهم يراهنون على عامل الوقت وسيستمر النزيف بينما نحن نلعب اللعبة التقليدية ونحصر أنفسنا بالملعب المغلق وهم مرتاحون، مؤكدًا أنه يجب أن نغيّر قوانين اللعبة ولن نلتزم بقوانين لعبة لم تعد موجودة، فهم يستعملون القتل والعنف والتعطيل ويشلّون الدولة والاستحقاقات.
الجميّل كان يتحدث في خلال يوم العائلة الكتائبية الذي أقيم في باكيش في اختتام المخيّم الصيفي لمصلحة الطلاب وحضره إلى جانب رئيس الحزب، الرئيس أمين الجميّل، النواب الدكتور سليم الصايغ، نديم الجميّل والياس حنكش، نائب الرئيس النقيب جورج جريج، الأمين العام سيرج داغر، عدد من رؤساء الأجهزة والمجالس والمصالح إضافة إلى عدد من رؤساء الأقاليم والأقسام وحشد من الكتائبيين من مختلف المناطق اللبنانية.
الجميّل طلب في بداية الكلمة الوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهدائنا وأصدقاء وإخوة لنا قدّموا حياتهم الشهر الماضي، من بينهم الشهيدان الياس الحصروني وفادي بجاني وشهيدا الجيش اللبناني جوزف حنا وريشار صعب، والطفلة نايا حنا التي أصابها الرصاص الطائش في الحدت وتوفيت أمس وهي ضحية جديدة لكل الفلتان واللادولة التي نعيش فيها، مؤكدًا أننا باقون في هذه الأرض لندافع عن رسالة السلام والانفتاح والحب.
وذكّر الجميّل أن حزب الكتائب مرّ بجميع أنواع التجارب، فقد عشنا العزل والنفي والمقاومة والتضحية والدم والدموع، وما زلنا واقفين، ندافع عن الحق ولبنان وقيمنا الإنسانية والأخلاقية.
وقال: “كثر من الناس بعد خطاب الكحالة سألوا ما الذي تغيّر وماذا قصدنا بأن نضالنا تحوّل من نضال سياسي إلى نضال وجودي وكياني”، وأضاف: “من العام 2005 حتى العام 2023 أي منذ خروج السوري من لبنان جرت محاولات عديدة للتعايش مع ميليشيا حزب الله، في البداية حاول البعض فكرة الاستيعاب لإشراك الحزب في عملية بناء الدولة، والبعض الآخر فكّر بالتحالف معه لربما يستطيع الإتيان به الى لبنان والخط المستقيم، والبعض قال فلنستسلم له لربما يرضى ويأتي إلى مشروع الدولة”، وتابع: “جرّبوا كل الأساليب لاستيعاب سلاح حزب الله وكلهم فشلوا، وصولا إلى مرحلة الإتيان بالرئيس الذي يريد لربما يرضى ويثق بالدولة التي يرأسها ويديرها ويسيطر عليها، فنال الرئيس الذي يريد والحكومة التي يريدها ووضع يده على الدولة وما زال غير راضٍ”.
وأشار الجميّل إلى أن كثيرين من الناس يسألون ما الذي تغيّر بعد الكحالة، ألم تكونوا على علم بأن الحزب ينقل السلاح عبر الأراضي اللبنانية؟ وأجاب: “بالطبع نعرف، ولكن بالنسبة لنا ليس هذا ما جعل الكحالة مفصلا بالتعاطي مع هذا الملف، إنما بكل الأحداث التي تحصل في العالم هناك نقطة تجعل الكيل يطفح، والكحالة هي النقطة التي طفح معها الكيل، فأن يحصل انتشار مسلّح لحزب الله ويستخدم السلاح بوجه مدنيين سالمين ويطلق النار على الناس وحمدالله أن شخصا مثل فادي بجاني وجد ليضع حدودًا لهذا الاستقواء، ولكن إطلاق النار بدأ من طرف واحد ومن وقفوا بوجه إطلاق النار هم مدنيون سالمون وبعدها أتى فادي بجاني وعندما أطلقت النار أحضر بندقيته ليدافع عن بيته. نحن نشعر أن تغييرًا بنيويًا يحصل للبنان، ففي التربية نرى مدارس دينية تعلّم أجيالًا لبنانية الانتماء لدولة أخرى ولقوانين أخرى ولدساتير وقيم أخرى لا علاقة لها بالقيم اللبنانية، وعلى صعيد المال، نرى اقتصادًا ثانيًا بعيدًا كل البعد عن الاقتصاد الشرعي، نرى اقتصادًا موازيًا مع مالية موازية، نرى مطارًا ومرفأً وحدودًا برية منتهكة بالكامل يضع عليها حزب الله يده بشكل أن مدخول الدولة مقسوم بالنصف لأن نصف الاقتصاد غير خاضع للضرائب ونصف البضائع التي تدخل عبر المعابر غير خاضعة للضرائب”، وأردف: “بدلا من أن يبحثوا عن سبل لزيادة الضرائب فليضبطوا الأموال المهدورة في كل مرافئ الدولة”.
وتابع الجميّل شارحًا سيطرة حزب الله على الدولة وقال: “الحكومة لا تتشكّل إلا إذا سيطر عليها حزب الله، ففي السابق كان يريد الثلث المعطل أما اليوم فيريد السيطرة على الحكومة.
في الرئاسة، ما من رئيس إلّا ليفرض حزب االله الرئيس الذي يريده وإن لم يتمكن يبقى يعطّل إلى أن يأتي بمن يريد كما حصل في 2016.
في الأمن، ما من أمر يحصل من دون رضى حزب الله، هو ينفذ مداهمات من دون جيش وقوى أمن داخلي، وتحت شعارات متعددة مطلوب من الجيش أن يكون متعاونًا وداعمًا لوضع يد حزب الله بقرار سياسي وبالتالي ننزلق من دون أن نشعر يومًا بعد يوم وسنة بعد سنة نتحوّل إلى دولة تحت يد حزب الله”.
ولفت إلى أن كثيرين يسألون: “أما من طريقة أو أسلوب آخر للتعاطي؟” وجوابنا هو أننا جرّبنا ونحاول منذ 8 سنوات ونطالب بتنفيذ الإصلاحات، فهل تمكّنا من تمرير إصلاح واحد؟ هل تمكنّا من المحاسبة؟ هل دخل أحد السجن؟”
أضاف: “منذ 8 سنوات نتحدث ونحاول بالمجلس وعبر التشريع وقد حاولنا ولكن ما النتيجة؟ يومًا بعد يوم يضع يده أكثر فأكثر على الدولة ويغيّر حياتنا ويضع يده على مستقبلنا ومستقبل أولادنا وانطلاقًا من كل ذلك، بالنسبة لنا ابتداء من المرحلة التي نمر بها نعتبر أنفسنا دخلنا الى مرحلة جديدة، وهي أن الكتائب هي في مرحلة النضال من أجل تحرير لبنان لا أقل ولا أكثر من ذلك ولن نتلهى بأمور ثانوية”.
وتابع رئيس الكتائب: “عن أي انتخابات رئاسية وجلسات تشريعية يتحدثون؟”
وأوضح أن حزب الله يضع يده على مسار الرئاسة وغيّر كل مسار اللعبة، مشيرًا إلى أن الدستور يقول إن الرئيس ينتخب بهذه الطريقة وبهذا التاريخ من قبل النواب ولم يترك التاريخ مفتوحًا.
وشبّه الجميّل ما يحصل بمباراة كرة قدم مدتها 90 دقيقة يُصفّر الحكم في نهاية الوقت المحدّد معلنًا فوز الفريق الرابح وفق النتيجة، لافتًا إلى أن الانتخابات الرئاسية يصوّت فيها النواب ويفوز من يحصل على أصوات أكثر، بينما في لبنان هناك فريقان، أحدهما يمدّد الوقت ليتقدّم بالنتيجة وعندما يتقدّم يوقف المباراة، فحزب الله يترك المعركة الرئاسية مفتوحة إلى أن يربحها”، وتابع: “تخيّلوا هذه المباراة مستمرة أسبوعين وثلاثة أسابيع إلى أن يتقدّم فريق من الفريقين لكن انتبهوا هناك فريق ملتزم بقوانين اللعبة وآخر يستخدم يديه ولا حدود للملعب عنده يُنزل الجمهور ويُشارك باللعبة”، وسأل: “ما هذه الانتخابات التي لم يعد فيها تاريخ وقواعد وقوانين وهي تترك مفتوحة إلى أن يفرض حزب الله ما يريد؟.
ورأى الجميّل أننا نعيش في شريعة غاب، تحت سيطرة حزب مسلّح يستعمل الدولة وكل الأساليب المتاحة ليسيطر على حياتنا ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا.
وأكد الجميّل أننا أخذنا قرارًا بأن ننقل معركتنا إلى هذا المكان بالذات وألّا نضيع وقتنا بالقشور وسنستعمل كل الوسائل السلمية المتاحة، ومن يعتقد أننا سنهرب أو نستقيل مخطئ، مشددًا على أننا سنستعمل كل مكان نتواجد فيه لنخوض المعركة سواء في المجلس أو في الإعلام أو في الشارع، وتابع: “في أي مكان نستطيع ان نخوض هذه المعركة سنخوضها، لأن بالنسبة لنا الوقت لمصلحة حزب الله، ولبنان لم يعد يشبه شبابه الذين يهاجرون وهم يراهنون على عامل الوقت وسيستمر النزيف هم مستمرون بشراء الأراضي وتهجير الناس والسيطرة على مقدرات الدولة بينما نحن نلعب اللعبة التقليدية نحصر أنفسنا بالملعب المغلق وهم مرتاحون، يجب أن نغيّر قوانين اللعبة، لن نلتزم بقوانين لعبة لم تعد موجودة، هم يستعملون القتل والعنف والتعطيل ويشلّون الدولة والاستحقاقات”، وسأل: “ما نفع الانتخابات إن أتينا بـ 65 أو 50 أو 80 صوتًا وهم إذا قرّروا الـ “لا” تقف الانتخابات”.
أضاف: “نبيه بري يقرّر أنه لن يدعو لجلسات انتخابات رئاسية، منذ أشهر نسي أن هناك انتخابات رئاسية، مشيرًا إلى أنهم ساعة يريدون يقومون بما يريدون، أما أن نبقى نتفرّج واللعبة تقليدية، فلا.”
وتابع: “المعركة ستكون سلمية وليست عسكرية”، مذكراً أن ثورة الأرز قابلها احتلال الجيش السوري، وقال: “كان الرفيق الشهيد بيار الجميّل موجود معنا وفي الصفوف الأمامية للمواجهة، وحرّرنا آنذاك بلدنا من 40 ألف جندي سوري ومن سلاحهم ودباباتهم ومن دون أي “ضربة كف”، ووحدتنا وتصميمنا وثباتنا هي التي قادتنا للإنتصار في هذه المعركة وبأقل خسائر ممكنة، وعلينا اليوم الانطلاق من المنطق نفسه وعلى الجيش اللبناني أن يتحمّل مسؤوليته لحمايتنا، لأنه المسؤول عن ذلك والمعركة سنخوضها، والكلمة سنقولها والحقيقة سنعلنها وعلى الجيش اللبناني حمايتنا.”
وختم الجميّل متوجهاً الى شباب وشابات مصلحة الطلاب في حزب الكتائب والى كل الرفاق قائلاً: “سنعمل ليلاً نهاراً لإستعادة وطننا الحبيب واتكالنا عليكم، فنحن صنعنا التاريخ ونحن سنصنع المستقبل، عاشت الكتائب ليحيا لبنان”.