في كلمة له في المجلس العاشورائي في قاعة الزهراء(ع) الشيخ ملص: طرح القضايا الخلافية بين الناس لا غاية لها سوى تفريق وحدة الأمة وإضعافها
القى عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان سماحة الشيخ مصطفى ملص كلمة له في المجلس العاشورائي في قاعة الزهراء(ع) مجمع الحسنين(ع) في حارة حريك والذي أقيم برعاية العلامة السيد علي فضل الله وحضور السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني وشخصيات دينية واجتماعية وثقافية وشعبية.
أكد سماحة الشيخ مصطفى ملص على أن الإسلام يضع شروطاً لصفات الحاكم أخلاقية وعلمية، وأن أي إخلال بها تبرر للناس مواجهته تحت عنوان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ورأى أن الحاكم الأموي يزيد لم يكن مؤهلاً للحكم، وكان لا بد من الوقوف لعزله، ولكن أكثر الناس فضلوا أن يقفوا موقف الحياديين بين الحق والباطل، بانتظار نتائج المواجهة. وهذا الموقف بحد ذاته هو نصرة للباطل في صف النهج المنحرف طلباً للدنيا ورغبة في المكاسب والمناصب أو تشفياً من تاريخ يريدون الانقلاب عليه وإنهاء مفاعليه.
ورأى سماحته: أن الحسين(ع) أدرك أن مصيره ومصير من معه هو الشهادة وأن المعركة من حيث موازين القوى غير متكافئة، ولكنه الثمن الذي لا بد منه لإظهار الحق وحفظ الإسلام، فقرر أن لا يتردد ولا يتخاذل لأن ما يجب حفظه أهم من الأفراد والأفراد زائلون يوماً ولكن الدين باقٍ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وأشار إلى أن ما تعانيه أمتنا اليوم من الظلم والاستكبار والمستكبرين والفساد لا يُصدُّ بالتساهل وإنما بالاتحاد على الحق، والعمل على مواجهة الذين يثيرون الفتن ويحرضون الناس على التنازع والاقتتال ويثيرون الخلافات بين الناس واعتبارهم أناس مشبوهون ومغرضون.
وأوضح: إن طرح القضايا الخلافية بين الناس لا غاية لها سوى تفريق وحدة الأمة وإضعافها أمام المؤامرات التي تحاك ضدها داعياً الجميع إلى البحث في قضايا المستقبل، ولندع الماضي للاعتبار بأحداثه فقط.
وتوقف أخيراً عند تدنيس المصحف الشريف في بعض الدول الأوروبية، قائلاً: هل بلغ الغباء ببعض الحكومات أن تخضع لبعض المهووسين والمتطرفين الذين يريدون إقامة حالة من التنافر والعداء بين أوروبا والعالم الإسلامي، مشيراً إلى أن هذا التوجه لا يخدم أوروبا، ويسيء إليها وإلى شعوبها عندما تفرط بصداقة الشعوب الإسلامية، وإن هؤلاء الذين يقومون بهذه الممارسات هم أعداء أوروبا وأعداء الإسلام معا وهم شياطين بكل معنى الكلمة.