الذكاء الاصطناعي وتوظيف الشباب فرص وتحديات في مستقبل الإمارات
بقلم د : خالد السلامي
تشهد الإمارات العربية المتحدة تحولاً رقمياً مذهلاً في العديد من المجالات، ومن بين أبرزها استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. يعتبر الذكاء الاصطناعي سيلاً متلاحقاً من الابتكارات، وبما أن الإمارات هي بلد رائد في تبني التكنولوجيا، فإن الشباب الإماراتي يتمتع بفرص هائلة للتحليق في سماء المستقبل.
عند التحدث عن مستقبل الشباب في الإمارات، لا بد من الإشارة إلى تحول القوى العاملة نحو الرقمنة واستخدام التقنيات المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي. يشهد سوق العمل تغيرات هائلة في الطلب على المهارات، وتطور التكنولوجيا يتطلب الاستعداد والتكيف السـريع. ومن هنا تأتي أهمية تطوير مهارات الشباب وتحسين فرصهم المهنية لمواجهة التحولات الرقمية السريعة.
تعتبر الحكومة الإماراتية مستقبلاً مشـرقًا للشباب، وتولي اهتمامًا كبيرًا بتوفير الدعم والتشجيع لتطوير مهاراتهم وتعزيز فرصهم التعليمية والوظيفية. تتوجه الجهود نحو تحسين التعليم والتدريب المهني، وتشجيع الشباب على اكتشاف مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ليصبحوا الرواد في هذا المجال المستقبلي.
ومن جهة أخرى، تعتبر الأسرة الإماراتية المنصة الأولى لبناء جيل شاب قوي ومبدع. تلعب الأسرة دورًا أساسيًا في تشجيع الشباب على الاستقلالية واكتساب المهارات اللازمة للمستقبل. ينبغي أن تكون الأسرة الداعمة والملهمة، تقدم الدعم العاطفي والتشجيع للشباب لاستكشاف طموحاتهم وتحقيق طموحاتهم المهنية في مجالات متعددة.
تُظهِر التحولات الهائلة في العالم الرقمي أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد ابتكارٍ محدود الاستخدامات، بل هو مجال واسع يُغيِّر منظومة الحياة والاقتصاد على مستوى العالم. وفي هذا الإطار، تقوم الإمارات بتكريس جهودها للاستثمار في البحث العلمي وتطوير التكنولوجيا الذكية، بهدف تعزيز قدرات الشباب في هذا المجال المُستقبلي الحيوي. بدعم البرامج التعليمية المتخصصة وتسهيل الوصول إلى الدروس والدورات التدريبية، يتم تجهيز الشباب بأدواتهم لاستكشاف آفاق الذكاء الاصطناعي وتطبيقها على نحوٍ إبداعي في حل المشكلات وتحقيق الابتكارات.
مع تطور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، تتسع أفاق العمل للشباب في الإمارات بشكل كبير. ينعكس هذا التطور في الازدهار الاقتصادي والاجتماعي للدولة، وتتطلع الحكومة إلى تعزيز هذا النجاح من خلال تطوير بيئة عمل مبتكرة وداعمة لريادة الأعمال. إلى جانب العمل في القطاعات التقليدية، يشجع الشباب في الإمارات على استكشاف فرص العمل الرقمية والتكنولوجية وتأسيس مشاريعهم الخاصة التي تلبي احتياجات المستقبل وتساهم في تطوير المجتمع.
تواجه التحولات الرقمية والتكنولوجية أيضاً تحديات تنموية يجب التعامل معها بحكمة. من أهم هذه التحديات، تكون في تحسين الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية للمشروعات والأفكار الناشئة. لذلك، تدرك الحكومة الإماراتية أهمية تشجيع الشباب على تطوير مشاريعهم بأسلوب مُحفِّز وبأدوات تمويلية ميسّرة، وتقديم الاستشارات والدعم الفني لضمان نجاح هذه المشاريع واستمراريتها.
في نهاية المطاف، يبرز تفاني الإمارات في دعم الشباب وتمكينهم كأحد أبرز المظاهر البارزة لازدهار هذا البلد العربي الحديث. بمواكبة التحولات الرقمية والتطورات التكنولوجية، يتمكن الشباب من تحقيق تطلعاتهم وتحقيق النجاح في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية. وبهذه الروح الإبداعية والتعاونية، تسير الإمارات نحو مستقبلٍ مشرقٍ وواعد يلمع بحضور الشباب المبدع والمتحمس لتحقيق تحولات القرن الحادي والعشرين.
ومع ذلك، لا بد من الاعتراف ببعض التحديات التي تواجه الشباب في تحقيق أهدافهم. فالتحول الرقمي السريع يمكن أن يخلق فجوة مهارات، وبعض الشباب قد يجدون صعوبة في التأقلم مع التغيرات السريعة في سوق العمل. ولكن مع التركيز على التدريب والتطوير المستمر للمهارات، يمكن للشباب التغلب على هذه التحديات وتحقيق نجاح كبير في مستقبلهم المهني.
في الختام، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل مجتمعاً يُعَدُّ قدوةً للعالم، حيث تدرك أهمية تمكين الشباب وتمنحهم الأدوات اللازمة ليكونوا قادة المستقبل. من خلال استثماراتها الكبيرة في التعليم والتدريب المهني، تحقق الإمارات توازناً رائعاً بين الابتكار التكنولوجي ورعاية الأفراد في المجتمع. وبهذا المنهج الحكيم، تحدد الإمارات النموذج الأمثل للتنمية المستدامة وتؤكد أن مستقبلها لن يكون إلا مشرقاً وواعداً.
المستشار الدكتور خالد السلامي -، سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وعضو الامانه العامه للمركز الأوروبي لحقوق الإنسان والتعاون الدولي وعضو التحالف الدولي للمحامين والمستشاريين الدوليين .