رئيس الحزب الأمين أسعد حردان ووفد مركزي زار ضريح الزعيم في ذكرى 8 تمّوز
بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لاستشهاده، زار وفد مركزيّ من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي ضريح مؤسّس الحزب أنطون سعاده في مدافن مار الياس بطينا، وضمّ الوفد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان ورئيس المجلس الأعلى سمير رفعت، وعدد من أعضاء قيادة الحزب والمسؤولين وجمع من القوميين وثلة من الأشبال والزهرات.
بعد أداء التحية الحزبية أمام الضريح، وضع رئيس الحزب ورئيس المجلس الأعلى وأعضاء القيادة المركزية أكليل زهر على الضريح.
الكلمة المركزية
وألقى عميد العلاقات العامة الدكتور فادي داغر الكلمة المركزية وفيها قال:
يخبرنا التاريخ أن البطولات الأسمى تلك التي تتوج بالفداء، لتخلد في الزمن ملاحم أسطورية متفرّدة تقف عند عظمتها الأجيال وتستنبط منها جميل القيم وأجودها.
وكلما اشتدت علينا الصعاب، وتفاقمت الأخطار، ازدادت حاجة الأمة اليكم، وكثرت مسؤولياتكم وواجباتكم، وعظم دوركم في السير بهذه الأمة نحو القمم.
وإذ رأى “أنتم أمل الأمة” هذه رؤية الزعيم ومبلغ ثقته، لذا وضع على أكتافكم رسالته، وائتمنكم على صون العقيدة والمؤسسة وتحقيق النهضة وخوض غمار الصراع حتى بلوغ النصر. هو سير في صناعة المسيرة يتجدّد بها فكراً وحضوراً. إنه الفاعل لأجلها، العارف بسماتها بتجدد البقاء واستمرار الجهاد. الراسم حدود ميادين الصراع، أكد انه هو الباعث بجدلية العقل، بالمسؤولية يحاكي أزماتها ليعيدنا فيها مثالاً للالتزام بالنهضة الحقيقية. هو أنطون سعاده الذي أسقطت لأجله المعاني في الكلمات تفسيراً وتأويلاً ومقاربة واجتهاداً وشهادة، لأنه الشاهد معها ولأجلها أمة صامدة تتصارع عليها الأمم. هو انطون سعاده باعث النهضة ومطلق الحركة ومؤسس الحزب، هو ذلك المارد الذي اجتمعت كل عوامل التخلف والخيانة والعمالة والاستعمار لاغتياله، لاغتيال حزبه وقضيته.
فكان ليل الثامن من تموز مذبحاً على مسرح أرادوه نهاية دور وفناء فكان شعلة نور وبقاء لجميع من عرفوه وآمنوا بنور عقيدته.
وما وجودكم هنا اليوم الا الدليل الصارخ على استمرار شعلة الحياة ونبض الأمة بفكر فاديها في الشرايين والعقول والنفوس خالدة من جيل الى جيل.
وتوجه إلى أبناء الحياة قائلاً:
لقد آن الأوان للالتفاف حول حزبكم وحمايته وإمداده بعناصر القوة والمواهب والعقول والإرادة الصلبة التي لا تحيد عن الغاية. نحيي يوم الفداء والوفاء، والأمة في عين عاصفة الصراع والتحديات. فلبنان يثقل بالأزمات ويستعصي على الإصلاح. هناك أزمة اقتصادية اجتماعية خانقة، ومشاريع طائفية ومذهبية على حساب مصلحة لبنان واللبنانيين. وإننا لا نرى سبيلاً للتخلص من هذا الواقع المزري إلا من خلال السير بالإصلاحات الدستورية التي أقرتها وثيقة الوفاق الوطني في الطائف توصلاً إلى سن القوانين العصرية التي تؤمن العدالة بين أبناء الوطن الواحد، ومنها على سبيل المثال:
1- قانون انتخابات قائم على أساس وطني، يعتمد لبنان دائرة واحدة واحدة على قاعدة النسبية الصحيحة الكاملة، ومن خارج القيد الطائفي أو المذهبي.
2- قانون مدني للأحوال الشخصية.
3- قانون وطني للأحزاب، يمنع تأسيسها على أسس مذهبية أو طائفية أو مناطقية أو عرقية.
وندعو إلى إنهاء الشغور في سدة رئاسة الجمهورية بإجراء الانتخاب وفقاً لما تقتضيه مصلحة البلاد، خاصة أن هذه المسؤولية هي عامة لكل المواطنين، وليست حكرا على فئة منهم.
وقال: إننا في هذا الصدد نشدّد على ضرورة أن يكون الرئيس العتيد مؤتمناً على الدستور وملتزماً به وبخيارات لبنان وثوابته لا سيما معادلته الذهبية الشعب والجيش والمقاومة.
ونؤكد على التمسك بخيار المقاومة التي تشكل درعاً حامية للبنان واحدة من عناصر القوة التي تتكامل مع الشعب والجيش ذي العقيدة الوطنية التي حسمت مسألة العداء لكيان العدو الذي لا يفوّت فرصة إلا وينتهزها لاحتلال المزيد من الأراضي، كما حصل البارحة في قرية الغجر.
نرفض مشاريع الفدرالية المتلطية خلف عنوان “اللامركزية الإدارية”. مع حرصنا الكبير على تحقيق الإنماء المتوازن في جميع المناطق لأنه حق لكل مواطن.
نعلن تمسكنا بتحصين السلم الأهلي وصون وحدة لبنان، وندعو إلى وضع التشريعات اللازمة لقمع أية محاولات لزرع الفتن أو ضرب استقرار البلاد.
ندعو إلى خطة طوارئ واضحة الأهداف ترمي إلى إنهاء الأزمات الاقتصادية وإقامة نظام العدالة والرعاية الاجتماعية، وضمان حقوق المواطنين في الطبابة والتعليم.
وشدد على أن لبنان هو جزء من محيطه القومي ومصيره مرتبط بمصير هذا المحيط، والخطوة الأساسية على هذه الطريق، الالتزام بالعلاقات المميزة مع الشام، والتنسيق مع الحكومة السورية في كافة الملفات من نازحين وغيرها.
وأضاف: إن سورية التي انتصرت على الإرهاب، ستنتصر على الحرب الاقتصادية المفروضة عليها وهي عادت إلى دورها الإقليمي والدولي، وتشهد عودة العرب إليها. لذلك فإن المطلوب هو أعلى درجات التنسيق مع دمشق حيث تتحقق مصلحة لبنان في ذلك، لا أن يبقى أسير المواقف التي لا تزال تكابر بعدم الاعتراف بانتصار الشام.
وقال: أما فلسطين، التي هي لبّ صراع الوجود مع العدو الغاصب، فلكل صامد ومقاوم فيها أعظم التحيات، من جنين إلى نابلس وكل مدن وقرى جنوبنا السوري المقاوم. فخيار البطولة والمواجهة هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين كلها، وإزالة ذاك العدو الصهيوني عن كامل أرضنا.
وتابع: وإلى عراقنا الشامخ تحية وفاء على مواقفه القومية المتتالية من مد شريان من شرايين الحياة إلى لبنان، وفزعته باتجاه المحافظات السورية الشمالية التي تضرّرت نتيجة زلزال السادس من شباط، فعكس بذلك صورة راقية جميلة للوحدة القومية بين كل أبناء شعبنا.
وختم العميد داغر متوجهاً غلى الرفقاء: إن دماء فادينا تستصرخ فينا الهمم ان كونوا للأمة اوفياء ولحزب الامة ابراراً تلتزمون مفاعيل اليمين المهيبة التي اديتموها في لحظة تكشف الحقيقة.
ونحن باسمكم ومعكم نؤكد للامة بزعيمها أننا أوفياء وعلى العهد باقون.