حاصبانيعندما يتكلم البطريرك الراعي من يجرؤ على المزايدة عن حقوق المسيحيين
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ليس برجل دين عادي، فهو متقدم بالدفاع عن لبنان والكيان ومترابط بهيكلية كنسية دولية. وأردف: "لا يمكن تجاهل دور الكنيسة التي هي في أساس قيام دولة لبنان عندما تتفاقم الأمور. دورها هو حماية الانسان من الموت والجوع والدفاع عن كرامته وحريته".
وفي حديث عبر "لبنان الحر"، أشار الى أن الكنيسة تتدخل عندما ترى ان هناك حاجة لتصويب الأمور مضيفاً: "التأييد الواسع لبكركي يؤكد أنها ليست طرفاً. البطريرك الراعي اطلق صرخة مسيحية لكنها وطنية لاقت أصداء لدى مجموعات كبرى من كافة الطوائف. المجتمع الدولي يرى ان هناك صرخة لبنانية للتفاهم على حياد لبنان وما يقوله الراعي ليس عملية تدويل تُفرض علينا من الخارج بل صرخة لتثبيت ما يتفق عليه الافرقاء اللبنانيين والتزام الدول كافة بحماية هذا الاتفاق اللبناني والالتزام بتحييد لبنان عن صراعاتهم".
أردف: "هناك من يقوم بتوصيف خاطئ لفكرة الحياد التي تعني انه لا يمكن ان يذهب شبابنا للقتال في سوريا مثلا أو إلى حرب من اجل دولة أخرى أو التهجم على الدول العربية أو السماح لاستباحة أجوائنا وأرضنا للهجوم على دول أخرى. لكن هذا لا يعني أننا لا ندافع عن أنفسنا ضد العدوان. هذا كان مفهوم الحياد في سويسرا مثلا خلال الحرب العالمية الثانية. الحياد من أهم الأمور التي تساعد في عدم التوطين أيضا لأن مطلب لبنان يأتي من موقعه كمحايد وليس كطرف. عندما يتفق الأفرقاء اللبنانيون على حياد لبنان وحمايته من أي عدوان، فهم بحاجة إلى ختم دولي على هذا التوافق وهذا لا يعني تدويلاً انما حماية لبنان تحت شهود دوليين من أجل الالتزام تحييده عن الصراعات وحمايته من العدوان ودعم جيشه الشرعي".
من جهة أخرى، إعتبر حاصباني أن تلطي بعضهم خلف طائفته من أجل شد العصب الطائفي يدلّ على افلاسه السياسي، مضيفاً: "عندما يتكلم البطريرك الراعي وهو اعلى تمثيل كنسي في لبنان، من يجرؤ على المزايدة عن حقوق المسيحيين. التيار الوطني الحر لم يعد الممثل الأكبر للمسيحيين، فليذهب إلى انتخابات نيابية لنر حجم التمثيل ككل.
لا حكومة فقوى السلطة اتخذت القرار بالدفاع عن مواقعها
حكومياً، اشار حاصباني الى أننا وصلنا إلى حائط مسدود إذ يبدو وكأن قوى السلطة اتخذت القرار بالدفاع عن مواقعها وعدم التخلي عن أي من المكتسبات التي يتمتعون فيها، وهذا يعني عدم تشكيل حكومة.
تابع: "لا يوجد تلاق بين الافرقاء والاختلاف في وجهات النظر قائم على كافة المواضيع إضافة الى ان الأجواء الإقليمية غير مؤاتية لأن الدول منشغلة في همومها وهذا ينعكس على لبنان. فربطه من قبل بعضهم باستراتيجية دولة إقليمية اضرّ به واستخدامه كورقة يجعله عرضة للتجاذبات. وجود سلاح خارج الدولة يضعف لبنان ويُستخدم للتسلط بالقرارات – هنا أتكلم عن مكون مسلح لا عن طائفة معينة- هناك فرق بين الذين يؤمنون بالمقاومة وبين الآلية التي تتم فيها هذه المقاومة".
كما شدّد حاصباني على أن الجيش قادر على حماية لبنان وهو دحر "داعش" خلال معركة فجر الجرود كما قاتل مجموعات أكثر إرهاباً من داعش، مشيراً الى أن علاقات الجيش اللبناني الدولية جيدة جداً وليس متروكاً لكن ما نشهده اليوم هو عدم دعم الدولة اللبناني دوليًا.
يديرون ملف كورونا بشكل قاتل
صحياً، أكد حاصباني أن جائحة "كورونا" مستمرة والأعداد ستزداد اكثر وعدد الوفيات سيرتفع حتماً وأردف: "سنذهب إلى الاقفال مجدداً لأنهم يديرون الملف بشكل إجرامي والأموال التي أتت من البنك الدولي لم تستخدم في مكانها. هناك محسوبيات في ملف التلقيح وهذا اخلال كبير بالاداء الوظيفة وسوء نية".
وفي الختام، إعتبر حاصباني أن استرجاع الأموال المنهوبة بحاجة الى مسار طويل والتدقيق المالي الجنائي ضروري ومدخل اكيد للمحاسبة ولكنه يتطلب وقتاً ومن المهم استمرار التوافق حوله. أردف: "نحن نرى أن بعضهم يستخدم هذا الطرح كعنوان سياسي. أخشى أن يتكرر مع التدقيق ما جرى في ملفات أخرى ونشهد زوبعة في فنجان ثم ينطفئ الملف".