في اليوم الثالث للجمعيّة السينودسيّة القاريّة للكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط في بيت عنيا – حريصا حج وتوبة في حضرة القديس شربل في عنايا
البطريرك يونان: “ زرتُ حلب المنكوبة قبل أيام وعاينتُ في وجوه الساكنين هناك الخوف والقلق، لكنني أُعجبتُ وتعزّيتُ بإيمانهم، وبعيشهم المحبة الصادقة والتضامن الفعلي
البطريرك ميناسيان: “ نحن مجتمعون لنضع التساؤلات التي تأخذنا إلى قرار نعيشه في الكنيسة الجامعة
في اليوم الثالث على انطلاق أعمال الجمعية السينودسيّة القارية للكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط في بيت عنيا – حريصا، حيث يتشارك بطاركة الشرق الكاثوليك مع ممثلين عن مختلف الجمعيات والرعايا والنُخَب الفكرية والنشطاء الاجتماعيين في الصلاة والتأمل والبحث المعمّق في قضايا كنيسة الشرق الكاثوليكية وأبنائها، بدأت تتجلّى ملامح المسار السينودسي وتتضح أكثر السير معًا نحو كنيسة متجدّدة.
بدأ اليوم الثالث بصلاة الصباح بحسب طقس الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، احتفل بها غبطة البطريرك رافائيل بدروس الحادي والعشرون بطريرك كيلكيا للأرمن الكاثوليك، ودعا في عظته إلى التأمل في هذا الحدث حيث كنيسة الرب مدعوة إلى اللقاء في السينودالية، وهي دعوة أتت من قبل قداسة البابا فرنسيس للكنيسة الكاثوليكية الجامعة وأضاف، ” اليوم نحن مجتمعون لنضع التساؤلات التي تأخذنا إلى قرار لنعيشه في الكنيسة الجامعة. نحن مدعوون اليوم الى السينود بالمعنى الحقيقي للكلمة. السينودس الذي يعبر لنا بالسير معا سوية للشهادة المسيحية. في هذه الكلمات السينودالية يطلب من المسيحيين عمومًا ومن الكاثوليك خصوصًا طريقًا جديدًا يعبر به بالتجدّد الذي لا يعني التغيير بل الرجوع إلى بداية كنيسة المسيح”.
وأضاف ” ما يعني ان المسيرة التي نحن مدعوون اليها تطلب منا أن نظهر الصورة الحقيقية للكنيسة، أي كلّ واحد منا له ما يتعلّم منها. الشعوب برؤسائها ككلّ يستمعون بعضهم لبعض وينصتون معًا لصوت الروح الذي هو الحقيقة بذاتها. هذا ما يقوله يسوع المخلّص لجميع أفراد كنيسته المسكونيّة. وهذا ما نراه ونقرأه من تعابير آباء الكنيسة على مثال القديس بنديكتوس ” أفضل قرار ربّاني يأتي من الصغار الذين لا يملكون مركزًا”.
بعد الصلاة انطلق المشاركون في الجمعيّة في رحلة حجّ وصلاة إلى دير مار مارون عنايا، حيث أقيمت رتبة صلاة وتوبة أمام ضريح القديس شربل وضعت من خلالها قضايا الكنيسة والناس والانتظارات المرجوّة من هذا السينودس بين يديّ القديس الحبيس الذي يضّج العالم بشفاعة صمته ونُسكِه.
أمّا خُلاصات اجتماعات اليوم الثالث فتمحورت حول عناوين عدّة منها الوحدة والكنيسة المتعدّدة الثقافات، والتنشأة التي تطمح للتغيير لا في الشكل بل في العمق والقلب وفي طرق العيش.
وكان السؤال المفصلي للمشاركين وبينهم؛ ماذا سيفعل السينودس؟ وليعود التأكيد على الإجابة الأساسية في الوثيقة القارية، فنلتمس أن السينودس مسار سلّط الضوء عليه البابا فرنسيس ليكون مسار صلاة وتوبة وطريقًا طويلة نسير فيها معًا. والأهم أنه ليس عصا سحرّية ستظهر السينودسيّة في التنفيذ، بل مواجهة واعتراف بالأخطاء، والتحدي الأكبر هو بالشفافية في السلوك والسلطة والآداء، والإستماع إلى آراء الجيل الشاب ومن لا ينتمون حتى إلى الكنيسة.
اختتم النهار بقداس المساء الذي احتُفل به بحسب طقس الكنيسة السريانية الكاثوليكية وترأسه غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث بطريرك انطاكيا للسريان الكاثوليك بمشاركة بطاركة الكنائس الكاثوليكية الست وكانت له عظة تحت عنوان “عرفاه عند كسر الخبز” مما جاء فيها ” استمعنا الى شخصيتين من أهم الذين نقلوا الينا بشارة الخلاص: بولس رسول الأمم من ترسوس ولوقا الإنجيلي من أنطاكيا سوريا. هاتان المدينتان قد تعرّضتا منذ ايام كما تعلمون إلى زلزال هو الأضخم في التاريخ المعاصر. لقد زرتُ حلب المنكوبة قبل أيام، ورافقني أخي يوحنا بطرس موشي، المطران السابق للموصل العراق. وعاينتُ في وجوه الساكنين هناك الخوف والقلق، لكنني كم أُعجبتُ وتعزّيتُ بإيمان مَن التقينا وشهادتهم، وبعيشهم المحبة الصادقة والتضامن الفعلي، بينهم من أفراد وجماعات، بمختلف طبقاتهم الاجتماعية، طوائفهم ودينهم!.”
وختم غبطته “حسب طقس كنيستنا السريانية نستعد في هذه الايام للدخول في زمن الصوم الكبير. والأحد القادم نحتفل بعرس قانا الجليل، وهو تذكيرٌ لنا بأن هذا الزمن الطقسي ليس للخوف والعبس والقلق والإنغلاق على الذات، بل هو زمن الفرح والرجاء والإنفتاح على الآخرين، لا سيما الذين يحتاجون الى محبتنا.
وكيف لا نعرف الرب الفادي المنبعث من القبر الفارغ، ونحن نتابع الإحتفال بذبيحته الخلاصية؟”.