خلال زيارة وفد دبلوماسي تونسي الى مجموعة أماكو الصناعية: فرصة كبيرة لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين
قال الملحق التجاري في السفارة التونسية عاطف الغرياني إن تونس قيادة وشعبا تنظر إلى علاقاتها مع لبنان، باعتبارها علاقات تاريخية بالغة الأهمية، ومن الضروري تطويرها لما فيه خير شعبي البلدين. وأضاف الغرياني خلال تلبيته ووفد من السفارة دعوة من رئيس مجموعة أماكو الصناعية علي محمود العبد الله ، إن التبادلات التجارية بين البلدين يمكن تطويرها بشكل كبير، مؤكدا إن قيمة الواردات اللبنانية السنوية لا تتخطى 15 مليون دولار، فيما لا تتخطى قيمة صادرات تونس إلى لبنان 25 مليون دولار سنويا. واعتبر إن العلاقات الاقتصادية بين البلدين يمكن تعزيزها بشكل كبير نظرا لوجود العديد من المصالح المشتركة. كما قدم الوفد والعبد الله والمشاركون في اللقاء تعازيهم إلى سوريا وتركيا في ضحايا الزلزال المدمّر الذي ضرب البلدين منذ أيام. وأثنى المجتمعون على قرار الرئيس التونسي قيس سعيّد القاضي بإرسال مساعدات عاجلة إلى سوريا، وإيلاء العلاقات التونسية – السورية اهتماما خاصا، كما ثمّنوا إرسال لبنان فرق إنقاذ إلى سوريا وتركيا.
الغرياني الذي زار صيدا برفقة الوزير المفوض لسفارة الجمهورية التونسية رضا شهيدية، بدأ زياراته بلقاء في مقر مجموعة أماكو الصناعية، قبل أن يلبي دعوة العبد الله إلى غداء عمل بحضور عدد من القيادات ضمّ شخصيات من القطاعين العام والخاص إضافة إلى رؤساء مؤسسات اقتصادية وطنية ومرجعيات صيداوية من بينهم رؤساء شركات ومطوّرون عقاريون وصناعيون وتجار من المدينة.
وخلال اللقاء تحدث الغرياني وشهيدية فأشادا بالعلاقات التي تجمع تونس ولبنان، وأكدا على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة، خصوصا بوجود فرص استثمارية عدة في البلدين. وأجمع الوفد التونسي والعبد الله على أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين لا ترقى إلى مستوى العلاقات بين الشعبين. وتحدث الغرياني عن التبادلات التجارية بين تونس ولبنان، فأكد أن هناك مجالا كبيرا لتطويرها بظل تواضع قيمة التبادلات التجارية. وناقش الطرفان سُبل تطوير العلاقات لترتقي إلى مستوى العلاقات التونسية الأوروبية حيث تسجّل التبادلات التجارية بين تونس وإيطاليا وفرنسا على سبيل المثال ما يتجاوز قيمته مليارات الدولارات. واعتبر الغرياني، أن هناك فرص كبيرة لتطوير التبادلات الصناعية بين البلدين، وقال إن مجموعة مثل مجموعة أماكو الصناعية هي خير دليل على أهمية المنتجات الصناعية اللبنانية في تونس. وأشاد الغرياني بالنشاطات الصناعية لمجموعة أماكو في تونس، وأضاف أن علي العبد الله تمكن نتيجة جهوده ومثابرته من توسيع علاقاته في السوق التونسي، وتمكن من بناء علاقات راسخة مع الوسط الصناعي التونسي وسائر النسيج التجاري والاقتصادي التونسي. وقال إن شخصيات مثل علي العبد الله تلعب دورا إيجابيا وبنّاءا على صعيد تطوير العلاقات المشتركة بين البلدين.
أما علي العبد الله فرحّب بالوفد التونسي، وقال: “الصداقة التونسية اللبنانية هي صداقة تاريخية، ونحن نكنّ كل الودّ للشعب التونسي، ونتمنى تطوير العلاقات بين لبنان وتونس لتصبح بمستوى العلاقات بين الشعبين. ونحن على ثقة من أن فرص الاستثمار في تونس مفتوحة أمام اللبنانيين، تماما كما هو الحال في لبنان بالنسبة لرجال الأعمال التونسيين. والقطاع الصناعي هو خير شاهد على إمكانية تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية، إذا يصدّر لبنان إلى تونس مجموعة من الصناعات المتنوعة، ويمكن رفع قيمة هذه الصادرات لأن السوق التونسي يجد قيمة وتميّز كبيرين في المنتج اللبناني”. وتوجّه العبد الله بالتعزية إلى الشعبين السوري والتركي “بعد الزلزال الهائل الذي ضرب البلدين وأدى إلى سقوط عشرات آلاف الضحايا بين شهيد وجريح”، كما أثنى على قرار لبنان القاضي بإرسال فرق من الدفاع المدني والجيش اللبناني للمساهمة في إنقاذ أرواح الناس ومساعدة الجرحى والمشاركة في أعمال الإغاثة.